في هذه القائمة التفصيلية والمطوّلة، المتأثرة بروح التوقعات والتنبؤات التي تنتشر في بداية كل عام جديد، يجمع لكم فريق بيلبورد عربية توقعاتهم الأبرز حول الأشهر القادمة من العام 2025، سواء مما نعتقد أنه قابل للتحقيق بشكل عملي، أو ما نتمنى حدوثه ضمنيًا، أو ما يستند إلى تحليلاتنا بناءً على ما تابعناه ورصدناه في الصناعة الموسيقية في الفترة الماضية.
توقعات مها النبوي
توو ليت سيكشف هويته الحقيقية خلال هذا العام
إلى متى يمكن أن تستمر الحيلة المقنعة؟ وماذا يعني ارتداء قناع في صناعة مهووسة بالأصالة؟ أثناء مشاهدتي لـ توو ليت في حفل توزيع جوائز بيلبورد عربية للموسيقى، وجدت نفسي أصارع هذه الأسئلة. منح القناع توو ليت انطباعًا عالميًا من نوع ما. وبدون الكشف عن وجهه، أصبح المرآة العاكسة للعاطفة الجماعية. لم تكن كلماته وعدم اليقين وحزنه ملكه فقط؛ بل كانت ملكنا جميعًا. محا القناع الفردية، مما سمح للمستمعين بإسقاط قصصهم الخاصة عليه. ولكن هل يمكن أن يستمر هذا السحر؟ مع امتداد لغز هويته، يخاطر القناع بفقدان قوته. فبعد أن كان بيانًا فريدًا، تحول الآن إلى تريند، وعندما يبدأ الجميع بتقليده، سيتلاشى الغموض.
ربما يكون هذا هو العام الذي سيتخلى فيه توو ليت عن قناعه. إذا كان القناع يرمز إلى عدم الكشف عن الهوية والارتباط، فإن إزالته قد تشكل فصلًا جديدًا: الدخول في الفردية وإثبات أنه لديه ما يقوله بعيدًا عن الغموض. أو ربما سيضاعف جهوده، ويحافظ على الخدعة حتى تنهار تحت ثقلها. في كلتا الحالتين، فالوقت يمر، والعالم ينتظر ليرى ما إذا كانت الخطوة التالية لتوو ليت ستعزز تأثيره أو تفككه.
هل سيشهد هذا العام موت الأوتوتيون؟
في الواقع، لا على الإطلاق. لن تختفي خاصية الأوتوتيون في أي وقت قريبًا. وعلى العكس، يعتقد الكثيرون أننا سننظر إلى هذا العصر باعتباره عصر الأوتوتيون. ومثلما كانت الريفيرب والتسجيلات الـ لو-فاي هي السمة المميزة لثمانينيات القرن الماضي أو تشويشات الجرنج التي ميزت التسعينيات، فقد تكون خاصية الأوتوتيون هي السمة المميزة لهذا الجيل. فمن الاستخدام الرائد لـ شير في أغنية "Believe" إلى توظيف كانييه للتقنية في "808s & Heartbreak"، تطورت الأوتوتيون من أداة لتصحيح درجة الصوت إلى صوت مميز عبر الأنواع الموسيقية.
وفي الهيب هوب العربي، نسمع الأوتوتيون بشكل بارز في الأغاني مثل العديد من تراكات شب جديد والناظر، إلى أغنية نوال الهيت "مخاصماك" إلى جواهر الإندي العربي مثل إصدار غرام إليكتريك لعام 2022 "كل بنات" وأغنية زيد خالد "فيك نفس" في عام 2024. هذا العام، نجد بالفعل "كلام مجنون" لبيش، ولوجيكال داوود معززة بكثافة بالأوتوتيون، وفي أول إصدار لسانت ليفانت لهذا العام، "Exile" نسمعه بشكل مخفف قليلاً. غالبًا ما استخدمت موسيقى المهرجانات الأوتوتيون، والتي أصبحت جمالية صوتية أساسية للعديد من الأشخاص، ومن بينهم، عصام صاصا المتصدر لقوائم بيلبورد عربية. لذا نتوقع أن نسمعه أكثر في تجارب الإندي والبوب العربي.
توقعات نورهان أبوزيد
صعود قوي لأسماء موهوبة لأول مرة
يبدو أن هذا العام سيكون شاهدًا على بزوغ نجم العديد من الأصوات الجديدة التي ستترك بصمتها في ذاكرة الجمهور بأغانيها واختياراتها الذكية، على غرار ما شهدناه العام الماضي. فقد كان عامًا مليئًا بالأصوات الصاعدة التي تصدرت قوائم المنصات الموسيقية ونافست بقوة على قوائمنا، مثل يوسف العشري وحنين الشاطر وتوو ليت ومارلين نعمان.
ومن المؤكد أن لـ تيك توك تأثيره الكبير على تعريف الجمهور بأصوات وأغاني، فتحقق انتشارًا وتحصد جمهورًا قبل حتى أن تنطلق خطواتهم المهنية الفعلية. خير دليل على هذا هو الظهور القوي لـ مريم شهاب، التي افتتحت العام الجديد بدخولها للمرة الأولى قائمة هوت 100 بأغنيتها "غصن رمان" الصادرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الأولى رسميًا في مسيرتها علمًا أنها ما زالت طالبة جامعية في تخصص مختلف تمامًا عن الفن والموسيقى. الأغنية تتواجد حاليًا في المرتبة 23 في انطلاقة واعدة لهذا العام.
توقعات عمر بقبوق
سيكون عام ديوهات بين أجيال وجنرات موسيقية مختلفة
شهدت السنوات الأخيرة العديد من التعاونات، التي تجمع بين فنانين من مشاهد موسيقية مختلفة أو من أجيال متباينة. ومن المتوقع أن تكون دويتوهات 2025 على ذات السياق، على الرغم من أن العام بدأ بديو بين نجمي البوب المصري، تامر حسني ورامي صبري، حيث الاسمان يشغلان مكانة متوازية في المشهد في الجماهيرية والانتشار، إلا أن هذه الخطوة قد تكون استثناءً، فيما تتوجه الديوهات الجديدة في اتجاه آخر.
من المنتظر أن تبرز دويتوهات مبتكرة مثل التعاون المنتظر بين ملحم زين والشامي، الذي تم الإعلان عنه سابقًا، أو دويتو عبير نعمة مع محمود العسيلي، الذي صدر في بداية العام. وفي الغالب ستلعب الدويتوهات في العام الحالي دور الجسر الفني بين المشاهد الموسيقية المختلفة وبين الأجيال المتباينة.
عودة عصر الإندي الذهبي
وصلت موسيقى الإندي العربي إلى ذروة نجاحها خلال فترة ثورات الربيع العربي في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، حيث كانت تلك الموسيقى الصوت الحقيقي للشباب والشارع. اليوم، ومع عودة المشاعر الثورية للواجهة، مع تصاعد الأحداث السياسية في لبنان وسوريا وفلسطين، نتوقع أن تعود موسيقى الإندي بقوة كأداة تعبير تعكس المشاعر الغامرة التي يختبرها المبدعون في تلك المنطقة. وقد يؤدي ذلك إلى ظهور العديد من النجوم الجدد في سوريا؛ لاسيما في الإندي والهيب هوب.
توقعات نور عزالدين
عودة التراب إلى المشهد المصري بقوة
بعد فترة من تراجع التركيز على صوت التراب لصالح جنرات أخرى مثل الدريل والتجارب الموسيقية الجديدة، يبدو أن مشهد الهيب هوب المصري مهيأ لاستعادة بريق التراب خلال هذا العام. من المتوقع أن نشهد عودة الأسماء الكبيرة مثل بابلو وويجز إلى هذا النوع الذي وضعهم في صدارة المشهد، مع استمرار تأثيرهم في جذب مستمعين جدد. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يكون العام حافلاً ببروز أصوات جديدة.
ولادة جيل جديد من الموسيقيين السوريين
في ظل التغييرات الأخيرة التي شهدتها سوريا، يبدو أن المشهد الموسيقي السوري على أعتاب ولادة جيل جديد من الفنانين. مع تزايد الحديث عن أصوات جديدة صاعدة، يُتوقع أن يشهد هذا العام بروز أسماء تمثل موسيقى الإندي والهيب هوب والبوب، وربما تستلهم أيضًا من الجنرات المحلية مثل الشعبي. المشهد الموسيقي في المنطقة يتعطش لتمثيل أكثر وضوحًا للموسيقى السورية، مما يفتح المجال أمام هذه الأصوات الجديدة لتقديم رؤية فنية مميزة وإثراء الساحة.
عودة فرقة مشروع ليلى إلى الساحة
بعد غياب طويل أثار تساؤلات حول مستقبل فرقة مشروع ليلى، انتشرت السنة الماضية صورة مشتركة لأعضاء الفرقة، ما أعاد إحياء التكهنات بعودتهم إلى الساحة الموسيقية. لطالما كانت مشروع ليلى رمزًا للتجديد والجرأة في مشهد الإندي، ورغم التوقف استمرت شعبيتها ولا تزال التعليقات على صفحاتهم تنهمر وتطالبهم بالعودة. بالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة مستمرة في نسبة الاستماع إلى ألبوماتهم وأغانيهم.
توقعات هلا مصطفى
أحمد سعد سيصل لصدارة قائمة 100 فنان
قدّم لنا أحمد سعد في بداية العام 2025 ألبوم "حبيبنا"، أحد اكثر ألبومات البوب تكاملًا التي استمعنا لها في الفترة الماضية. عمل سعد مع فريقه وفريق شركة مزيكا والمنتج محمد محسن جابر وفريق صنّاع أغاني الألبوم على تقديم ألبوم بثيمة موحّدة يستند إلى التوزيعات اللاتينية بالكامل، ويستعيد أمجاد أغنية البوب في بداية الألفية الجديدة ببصمة خاصة.
ولكننا وقبل ذلك، لا ننسى أن أحمد سعد قد حطم أرقام قياسية متتالية مع أغانيه المنفردة في الأعوام 2022 و2023 و2024، تحولت العديد منها إلى هيتات بكل المقاييس، حضرت ست منها على قائمة هوت 100 في العام 2024، وفاز الديو الذي قدّمه مع أصالة بعنوان "سبب فرحتي" بجائزة أفضل ديو عربي في حفل جوائز بيلبورد عربية للموسيقى. كل ذلك يجعل أمر دخول أغاني الألبوم الجديد قائمة هوت 100 أمرًا متوقعًا بعض الشيء!
ولكن في الواقع مهمة أحمد سعد ليست سهلة تمامًا هذه المرة، فألبوم أحمد سعد "حبيبنا" صدر على دفعة واحدة، دون إطلاق بعض أغانيه بشكل مسبق، ما يجعل أرقام الاستماعات تتوزع على 9 أغاني صدرت في توقيت واحد. وكانت أنغام قد فعلت الحركة الجريئة ذاتها حين صدور ألبوم "تيجي نسيب" في صيف العام الماضي، ولم يمنع ذلك الأغاني من دخول هوت 100 في حالة أنغام، وإن تميزت من بينها أغنية "هو انتا مين؟"، فهل يكون لجمهور أحمد سعد كذلك تفضيلاته من هذا الألبوم؟
بكل الأحوال، نتوقع نحن له، وإن تطلب الموضوع بعض الوقت، وإن استغرق الجمهور مدة من الزمن لاستيعاب الألبوم كاملًا وتحديد أغانيهم المفضلة منه، أن يصل أحمد سعد إلى صدارة قائمة 100 فنان في مرحلة ما من العام عن مجمل الاستماعات التي تحققها أغانيه الجديدة والأقدم.
أميمة طالب ستقدم أغاني باللهجة المصرية
لربما كانت أميمة طالب من أكثر فنانات البوب في العالم العربي كثافة في الإصدارات في السنوات الماضية. أصدرت مع نهاية العام الماضي ألبوم "الساعة كم؟" ليكون خامس ألبوم لها خلال عامين وهو رقم قياسي على جميع الأصعدة! ومن اللافت أن جميع هذه الألبومات جاءت باللهجة الخليجية، الأمر الذي سمح بتتويجها بجائزة أفضل فنانة عن فئة الأغنية الخليجية في حفل جوائز بيلبورد عربية للموسيقى.
مع ذلك، وخاصةً بعد نيلها للجائزة، وتثبيت قدميها في المشهد الخليجي مع قاعدة جماهيرية واسعة لها في بلدان الخليج كما تشهد حفلاتها الحية، نتوقّع أن نراها في زيارة خاطفة للهجة المصرية حيث تحاول تقديم هيتات مصرية حيوية، علمًا أنها سبق وخاضت التجربة في الماضي في أغاني مثل
للا فضة ستدخل قائمة أعلى 50 أغنية هيب هوب بمرحلة ما السنة
للا فضة من المواهب الصاعدة والنشيطة في المشهد المصري، لا تقف عن حدود جنرا معينة، ولا تتقيد برؤية محدودة. سمعناها وقد بدأت مع نهاية 2024 بإصدار أغاني ألبومها الجديد الذي ستنهي إصداره خلال أيام. شهدنا نجاحًا كبيرًا لأغنيتها مع أبيوسف "قطّع" التي دمجت جنرا الهيب هوب بإيقاع بلدي ولازمة بوب، وسجلت معها أولى أرقام مليونية على قناتها على يوتيوب، كما سبق وتعاون الاسمان في تراك الجيرسي "فكك مني" أول العام الذي جعلها تظهر على اختياراتنا لقائمة مواهب هيب هوب نسائية لمعت في 2024.
ورغم أن للا فضة، وأبيوسف الذي أنتج كل تراك في ألبومها الجديد، لا يخضعان مؤخرًا لتصنيفات الجنرا الواحدة، ويحاولان الاختبار والتجريب دومًا في مساحات متداخلة، إلا أننا نتوقع أن ينجح تراك واحد أو أكثر في إيصال للا فضة إلى قائمة بيلبورد عربية أعلى 50 أغنية هيب هوب عربي خلال العام الحالي.
سنرى شيرين تؤدي في مهرجان موازين
في مقابلة شيرين عبد الوهاب مع بيلبورد عربية في بداية العام 2024 تحدّثت النجمة عن جماهيريتها العربية والعالمية، ووصولها منذ سنوات مسيرتها الأولى إلى شرائح من الجمهور ليس من السهل الوصول لها على حد تعبيرها، مثل جمهور المغرب.
ومع عودة نشاط مهرجان موازين بعد أربعة أعوام من الانقطاع، والحضور الكثيف الذي شهده برنامجه الفني في 2024، والنجوم الكبار من جميع أنحاء العالم العربي الذين سجّلوا عودته، نعتقد أننا سنشهد في العام 2025 عودة شيرين للقاء بجمهورها المغربي، خاصة وأنها تتخذ العديد من الخطوات الهادئة والثابتة في الأشهر الماضية لاستعادة نشاطها الفني عامةً ونشاط الأداء الحي، بعدما شهدنا حفلاتها في الكويت وفي دبي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.