اشتهرت هبة طوجي بصوت أوبرالي متمكن الأداء بمساحته الصوتية التي تصل إلى 4 أوكتاف ومن خلال أعمال غنائية جمعت بين البوب والجاز والكلاسيك. جاءت بدايتها واعدة وزاخرة بالطموح حيث لم تكتف بالاعتماد على موهبتها فقط بل استمرت في تلقي دراسة الأوبرا لتصقل تلك الموهبة. شكَّل لقاؤها وبداية تعاونها بالموسيقي أسامة الرحباني نقطة فارقة بمسيرتها الفنية التي انطلقت معه بداية من المسرح الغنائي، وقدّما سويًا عودة طائر الفينيق عام 2008 و صيف 840 عام 2004 و مسرحية دون كيشوت 2011. تتالت بعدها تعاوناتهما في إصدارات غنائية كان أولها ألبوم لا بداية ولا نهاية عام 2011 واستمرت حتى ألبوم بعد سنين الصادر هذا العام. نستعرض فيما يلي أبرز المحطات الغنائية لهبة طوجي مابين أول وآخر ألبوماتها.
كانت حلم الفيديو الأول الذي تقدمه هبة طوجي من ألبومها الأول, والذي قامت بإخراجه بنفسها, ليقدمها على الشاشات لجمهور أوسع للمرة الأولى فيما يلي سنوات نشاطها في المسرح. عبر هذه الأغنية تعرّف الجمهور على مشروعها الموسيقي بصوته الكلاسيكي وآلاته الغربية عبر اللحن والتوزيعات التي وضعها أسامة الرحباني. كتب غدي الرحباني كلمات الأغنية بأسلوبه الذي يستلهم مفرداته من الطبيعة ويصوغها بأسلوب تجريدي: "متل كأنو قمر إنمحا وإنطفا/ متل تمثال الحجر استحا واختفى/ لا بيحكي ولا بيشتكي ولون الدمع ليلكي/ ليش الحلم ما بيوعى إلا بالغفى".
ظهرت هذه الأغنية أيضًا في ألبوم هبة الأول, والذي كتب كلمات جميع أغنياته غدي الرحباني باستثناء لا بداية ولا نهاية التي وضع كلماتها الراحل منصور الرحباني. أما موسيقاها الأصلية فللمؤلف الموسيقي الفرنسي ميشيل لوجران، لذا بدا طبيعيًا أن تقدمها في تجربة الأداء الأولى لها في الموسم الرابع من برنامج ذَ فويس بنسخته الفرنسية عام 2015، فيما استعرضت إمكانياتها الصوتية دامجةً اللغتين الفرنسية والعربية. ليس أمرًا مألوفًا أن يتقدم فنان بخبرة هبة طوجي وبدرجة جماهيريتها وعدد إصداراتها لبرنامج مخصص لاكتشاف المواهب وتقديمها، ولكن الغالب هو أن النجمة الشابة كانت تطمح للوصول إلى جمهور عالمي أوسع، خاصة مع اللون الذي تقدمه غربي التأثر والآلات. وهو ما نجحت بتحقيقه مع وصولها إلى مراحل متقدمة في البرنامج وأدائها على مسرحه أغنيات أيقونية بلغات متنوعة، حصدت ملايين المشاهدات بعد نشرها. استمرت نجاحات هبة في فرنسا فيما يلي محطة ذَ فويس مع حصولها على دور البطولة في المسرحية الغنائية Notre Dame de Paris التي قدمت عروضها حول العالم.
قدّمت هبة طوجي عام 2018 بصحبة غدي ومنصور الرحباني أغنية الشارة لمسلسل طريق، لتنجح الأغنية بالتوازي مع النجاح والشعبية الكبيرة التي حققها المسلسل في ذلك العام. لم يستغن أي من أسامة أو هبة عن أسلوبهما الكلاسيكي في الأغنية, وإن حملت التوزيعات هذه المرة لمسات شرقية مميزة خاصة مع الوصول إلى اللازمة: "ومشينا سوا وما وصلنا عَ نفس الطَّريق/ بْذات المحطة تلاقينا وضيّعنا الطَّريق/ يا هالقدر القاسي يا زمن المآسي/ كيف بدّي كمّل مشواري ومحتاجة لرفيق".
أنتجت يونفيرسال آرابيك ميوزك عام 2022 ديو جمع بين هبة طوجي ولويس فونسي، الذي اشتهر قبل أعوام مع الهيت العالمي ديسباسيتو. دمجت الأغنية بين الثقافتين اللاتينية والعربية، ليس فقط عبر اللغة بل من خلال دمج أنماط موسيقية وإيقاعية سريعة ومختلفة، منحتها حيوية كبيرة، وحملت الكثير من التجديد إلى مسيرة هبة.
جاءت بعد سنين لتشكل الأغنية الرئيسية من ألبوم هبة الأخير الصادر في أيار/ مايو الماضي والذي حمل اسم الأغنية والتي صدرت عبر فيديو كليب من إخراج ليلى كنعان. مزجت بعد سنين بين إيقاعات شرقية وغربية تناسبت مع لهجتها المصرية في الكلمات التي وضعها نور الدين محمد. شمل الألبوم الذي أنتجته يونفيرسال آرابيك ميوزك تعاونات في الكتابة والتلحين مع العديد من الأسماء الجديدة إلى جانب أسامة الرحباني مثل نيس وأنتوني خوري من فرقة أدونيس، كما استمعنا إلى ترومبيت زوجها الموسيقي ابراهيم معلوف في أغنية بحبك لآخر يوم التي كتبها غدي الرحباني، وتقتبس لحنها من أغنية La Chanson des Vieux Amants لجاك بريل.
