أطلقنا في بيلبورد عربية منذ أكثر من عام قائمة اختيارات أسبوعية بعنوان "حتى لا تفوتك"، نختار فيها أسبوعيًا إصدارات لموسيقيين نعتقد أنهم يستحقون المتابعة، وتسليط الضوء على نشاطهم الفني وتجاربهم ضمن مختلف الجنرات الفرعية التي يقدمونها في الإندي العربي والأفروبيتس والهيب هوب. في هذه القائمة نجمع اختياراتنا المفضلة من إصدارات وثقناها في وقت سابق على امتداد أسابيع العام.
سمر طارق - الكدب
أصدرت سمر طارق في صيف 2024 ميني ألبوم "فرق توقيت"، واختتمت السنة بإصدار أغنية منفردة مثيرة، حملت اسم "الكدب". في هذه الأغنية تعتمد سمر طارق على مزيج من إيقاعات التكنو ونغمات من البوب التقليدي والإندي العربي. ما يجعل من الأغنية التي كتبتها وأنتجتها سمر طارق بنفسها، تجربة موسيقية فريدة. تعبّر الأغنية عن التعقيدات العاطفية المرتبطة بالعلاقات الرمادية الفاترة، وما فيها من مواقف تفتقر إلى الوضوح. ورغم سرعة إيقاع الأغنية، إلا أن كلماتها تحمل شحنة عاطفية قوية، لتخلق توازنًا مثيرًا بين الموسيقى الحيوية والمضمون العاطفي. وجدير بالذكر أن أغنية "الكدب" هي جزء من سلسلة أعمال جديدة تعتزم سمر طارق إصدارها في الأشهر القادمة.
لوكا والبطيخ - أنا جنبك
دائمًا ما تعرف لوكا كيف تكتب كلمات نابعة من القلب، كلمات تأتي على الوجع للتخفيف عنه وهذا ما فعلته في "أنا جنبك". كانت لوكا قد عادت هذا العام تحت اسم لوكا والبطيخ، وهي الفرقة التي تؤدي معها والتي ألفت موسيقى حالمة مع صوت التشيلو والباص. الجدير بالذكر أنه دائمًا ما تستخدم أغاني لوكا في المسلسلات في المنطقة لقدرة صوتها وكلماتها على التعبير عن المشاعر بأسلوب آسر.
أماكا - شن نقدر ندير
تأخذنا "شن نقدر ندير" مع أماكا في رحلة إلى قلب الصحراء، حيث رصدت مشاهد الكليب وجوه الصحراويين وتحركاتهم في سرد بصري مشحون عاطفيًا. اتبع كل من تيكا وراتشوبرالإنتاج على بيت تقليلي، اقترب من أسلوب المايكرو هاوس، ما ناسب الأداء الصوتي لأماكا. كما استمر الاستلهام من الأسلوب الصحراوي في تراك "أوداد" بالتعاون مع علي بن ناجي، والتي تابع فيه نفس أسلوب السرد البصري والموسيقي.
باب لبلوز - أما
قدم فريق باب لبلوز الأغنية الثاني من ألبومهم "سواكن" في مارس ٢٠٢٤، وقد اعتمدت "أما" على تأثيرات منوّعة من شرق المغرب وتونس والجزائر. روت مغنية الفرقة يسرا منصور قصة أمهات يواجهن واقع المجتمع الظالم بحقهن، ودعت النساء بكلماتها إلى مواجهة القمع المتمثل بحرمانهن من التعليم وغيرها من الحريات الأساسية. أخرج الكليب كريم شاطر حيث ظهرت الفرقة مع عدد من الآلات القادمة من تراث بلاد المغرب، مثل القراقب من موسيقى الكناوة وآلة التيدنيت من الموسيقى الحسانية. وكان الفريق قد أطلق أولى أغاني الألبوم "إيمازيغن" في فبراير/شباط ٢٠٢٤، واعتمدت على إيقاعات شمال إفريقية مستلهمة من أنواع موسيقية مثل موسيقى الأمازيغية والكناوة.
كونان - ليغا
تابع كونان الاعتماد في تراك "ليغا" على أسلوبه الهادئ، أنتج مستر ريكوردس بيت مليء بالعيّنات الإلكترونية واقترب من أسلوب الأفروبيتس. غرق صوت كونان بتأثيرات الديلاي ما أعطاه بعد عاطفي ناسب الكلمات التي اعتمدت على ثيمة الروقان "الدماغ دي ملبانا / العروق ضاخه مزيكا".
نور - نجوم
أطلقت نور أغنيتها الجديدة "نجوم"، التي تستعرض في كلماتها رحلتها الشخصية المرتبطة بمواضيع الاكتشاف الذاتي والنضج. يظهر الفيديو الذي أخرجه مازن بيومي، مشاهد مؤثرة لنور وهي مربوطة بأسلاك تحاول التخلص منها، مما يعكس صراعها مع قيودها الداخلية. تعاونت نور في إنتاج الأغنية مع المنتجين كبارة وزوج، كما تولى المنتج راتشوبر عملية الميكس، مما جعل الأغنية تتميز بأسلوب بوب مبتكر ومختلف.
سيرة والوايلي - نفس
خاضت فرقة سيرة المعروفة بأسلوبها في موسيقى السايكدليك روك، تجربة جديدة من خلال تعاونها مع المنتج الوايلي في تراك "نَفَس". وصف أعضاء الفرقة هذا التعاون بالمثمر والمفاجئ، معبرين عن حماسهم للعمل مع الوايلي، خاصةً وأنهم كانوا معجبين بأعماله منذ البداية. التراك جمع بين الطابع الروك لفرقة سيرة والإيقاعات الإلكترونية المميزة للوايلي، ليقدم لونًا موسيقيًا فريدًا يمزج بين عالمين مختلفين بسلاسة.
غيتة الوجدية - بارارارا
برزت غيتة الوجدية في أغنية "بارارارا" هويتها المغربية وأعادت إحياء الحنين للوطن بأسلوب موسيقي يمزج بين الحداثة والتراث. تعاونت في إنتاج الأغنية مع زاك لوو، حيث جمعت بين أنغام البيانو الدافئة وإيقاعات البندير التقليدية بإيقاع صيفي في قالب موسيقى الهاوس. حمل الفيديو الموسيقي، الذي أخرجته غيتة بالتعاون مع منير العيادي، مشاهد لأجواء عائلية حميمة في صالون مغربي، حيث تظهر غيتة مع أصدقائها الحقيقيين وعائلتها وهم يحتفلون معًا بالرقص على إيقاعات رقصة الركادة التقليدية، التي تعود أصولها إلى مدينة وجدة وهي مسقط رأس غيتة.
تام تام - أهرب
تابعت تام تام هذا العام نموها ونضج الموسيقى التي تقدّمها خاصة مع استعدادها لإطلاق أولى ألبوماتها الكاملة "مع السلامة". في إصدارها "أهرب"، قدمت قصيدة غنائية على أنغام موسيقى مليئة بالعيّنات الإلكترونية والفواصل الإيقاعية. كشفت الأغنية عن تطور أسلوبها وتمكنها أكثر من صوتها وتوظيف طبقاته المنخفضة والعالية. تعاونت في الإخراج مع إميليو إجناسيو جويرا الذي اختار اللونين الأبيض والأسود في بعض المشاهد ما أضاف جوًّا حميميًا.
ألماس وأماديو - خربانين
تتكرر تعاونات ألماس مع أماديو في "خربانين" و"عكسهم" و"باد بوي"، لتتزايد الكيمياء بينهما مع كل إصدار جديد، فيبدو تراك "خربانين" أكثرها إثارةً للحماسة. ينتظم الإصدار على إيقاعات الأفروبيتس فيما تؤدي ألماس فيرسات قصيرة متنوعة كتبتها على عدة قوافي: "خربانين مش شايفين/ بس في المجال عاملين تأثير/ ناس بتزن ومش ناقصين/ وفر كلامك لو هتصيح". ترافق الإصدار مع فيديو كليب مميز من إخراج مصطفى طيبة.
بوكلثوم وكوست - C'est La Vie
شمل أحدث ألبومات بوكلثوم لهذا العام "دمية بلا خيطان" تعاونه للمرة الأولى مع كوست في تراك "سي لا في"، الذي استمرّ فيه حديثه عن التجارب الشخصية بأسلوب المتفرد. رافقته كوست وقدمت بارات بأسلوبها الغنائي المميز، ليقدما تعاونًا جريئًا غير مسبوق بين المشهدين السوري والتونسي. أنتج البيت بو كلثوم بنفسه وتابع استكشاف قدراته الإنتاجية في تطوير إيقاعه وهويته الصوتية.
أسماء - ليلة
عادت أسماء شريفي هذا العام بعد انقطاع ثلاث سنوات وقدّمت عدة أغاني أبرزها "ليلة" التي استأنفت فيها تعاملها مع دراغانوف بالانتاج بعد تعاونات سابقة مثل "خيالي" و"طاير. كشفت أسماء في أغنيتها "ليلة" عن صراعاتها السابقة الدفينة وربطتها بالبدايات الجديدة الواعدة، وقد امتزج صوتها الأثيري بهالةٍ مشرقة رغم نبرة الحزن. ظهر تحوّل ملموس في أسلوبها بعد تخليها عن الفرنسية والإنجليزية التي رافقت إصداراتها السابقة، واقتصر أداءها بالكامل على الدارجة المغربية.
شباش - التوب
منذ أن أطلق ألبومه القصير الأول "ولاد المسا" عام 2022، وضع شباش اسمه على خارطة الليفانتين هيب هوب بصوته المليء بالعرب الخاطفة وأسلوبه الكتابي المختلف. عاد هذا العام 2024 بألبوم جديد، قدم خلاله ثلاث إصدارات "مطرب شعبي" و"سوبارو" و"التوب"، وقد أظهرت جميعها تطورًا ملحوظًا في أسلوبه الإنتاجي. تشارك في "التوب" مع ساند كيد على إنتاج بيت تقليلي، واعتمدا على الهاي هاتس وصوت السنث الأثيري الذي صار جزءًا من بصمته الإنتاجية. كما وجه باراته الاستهزائية والمليئة بالقوافي المرنة للكاميرا بثقة، في مشاهد من إخراج زياد لحّام.
لانا لوباني - الناصرة
تأخذنا لانا لوباني في أغنيتها "الناصرة" إلى رحلة عاطفية في عمق المدينة التي تنتمي إليها، حيث تمزج بين الحنين للوطن والانتماء الثقافي. جاءت الأغنية كجزء من مشروعها الموسيقي "يافا"، وهو ألبوم مصغر من 6 أغاني صدرت تباعًا هذا العام. عبر كلماتها وإيقاعاتها، تجسّد لانا مشاعرها المرتبطة بالمدينة وتعكس هويتها المتأرجحة بين العوالم التي عاشت فيها. تميزت "الناصرة" بموسيقى إلكترو بوب مليئة بالإيقاعات الشرقية، استحضرت أجواءها روح المدينة العتيقة بنكهة عصرية. تعاونت مع المنتج بن تومسون الذي ساهم في صقل الطابع السمعي المميز لهذا المشروع. كما رافق الأغنية فيديو كليب أخرجه جويل بارني، وصُوِّر في الأردن ليعكس بصريًا حالة الاغتراب والعودة الرمزية إلى الجذور التي تشكل ثيمة الأغنية.
يزيد ولينا - Jungbox
ختم يزيد عامه الحافل بالإصدارات الموسيقية، بشراكة مُلفتة مع الموهبة الجديدة لينا، ليُقدما أغنيتي دويتو "Jungbox" و"Mdinti". تميزت أغنية "Jungbox" بطبيعتها السردية، حيث تبدأ مع صوت لينا العاطفي باللغة الفرنسية، وتروي حكاية تمزج بين الواقع والحلم. ثم تترك المساحة ليزيد الذي يُغني بالعربية، مما يُضيف المزيد من التفاصيل ويوضّح الصورة بشكل أعمق، ليخلق توازنًا لحنيا وفنيًا بين اللغتين.
آمال مثلوثي وآمي ييرولو - نار
تتألق آمال مثلوثي في أغنيتها "نار"، التي تحمل اسم ألبومها الجديد، لتؤكد مرة أخرى مكانتها كصوتٍ ثائر في المشهد الموسيقي العالمي. جاءت الأغنية نتيجة تعاون مع الفنانة المالية آمي ييرولو، حيث تجمع بين العربية والإنجليزية والبانبارة، ما يخلق حوارًا ثقافيًا عابرًا للحدود يعكس النضال الجماعي ضد الظلم. تبدأ الأغنية بخطوط باس ثقيلة ونغمات إلكترونية تخلق جوًا دراميًا يعكس روح المقاومة، قبل أن تنطلق مثلوثي بصوتها القوي الذي يعبر عن مشاعر القهر والتحرر معًا. تنضم آمي ييرولو بإيقاعها الديناميكي، مما يضيف تناغمًا بين الهيب هوب والإلكترونيك بأسلوب مبتكر."دمي حرية" تتكرر في الأغنية لتختصر فلسفة الألبوم، حيث يتشابك الصوت والنص ليكونا سلاحًا ضد الأنظمة الاستبدادية. كما في بقية الألبوم، تستغل آمال مثلوثي كل عنصر لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى مع الحفاظ على جودة إنتاج موسيقي استثنائية.
شرنوبي - كان نفسي
تعد أغنية "كان نفسي" للفنان شرنوبي واحدة من أبرز إصدارات الإندي المصري لهذا العام، حيث تقدم مزيجًا فريدًا من البساطة الموسيقية والعمق العاطفي. تعكس الكلمات مشاعر التردد والحيرة، مع رغبات في التحرر من قيود النفس والظروف، ويحمل صوت شرنوبي هذه المعاني بإحساس صادق يأسر المستمع منذ اللحظة الأولى. تعتمد الموسيقى على غيتارات أكوستك تضفي دفئًا يتناغم مع حميمية الكلمات وصوته، مع نغمات ناعمة تعكس مشاعر الوحدة والبحث عن الأمان. تندمج هذه الغيتارات مع مؤثرات صوتية بسيطة، مثل صوت الرياح، لتعزيز الجو الشتوي والتشاؤمي للأغنية.
السارة والنوبا تونز - ديسكو ستار
في أغنية "ديسكو ستار"، تقدم السارة والنوباتونز مزيجًا جريئًا بين الأصالة والحداثة، مستلهمين من الإرث النوبي. الأغنية هي أولى عينات ألبومهم المقبل "مواسم الطريق"، وتعيد السارة صياغة هويتها الفنية من خلال أسلوب مبتكر وصوت نابض بالحياة. تُحيي الأغنية الإيقاعات الإفريقية وتضفي عليها لمسة من موسيقى الديسكو، مما يمنحها طاقة إبداعية فريدة تجمع بين دفء الماضي و تألق المعاصرة. تتميز الأغنية بعمقها الموسيقي الذي يظهر في الإيقاعات الغنية والألحان المتناغمة، مما يعكس براعة الفرقة في استكشاف مناطق جديدة من التعبير الفني. تناقش الأغنية موضوع الانتظار، ما بين الأمل والزمن، وتنقل السارة هذه الحالة النفسية عبر صوتها المتأرجح بين الهدوء والتوتر.
وضع اختيارات هذه القائمة فريق بيلبورد عربية: نور عزالدين وعمر بقبوق وميساء أجزناي وهلا مصطفى.