مختارات من القصائد المغناة للأمير الراحل بدر بن عبد المحسن

كبار الفنانين والفنانات في العالم العربي تغنّوا بكلمات البدر، واستمدوا من ضيائه نورًا لا يزال مشعًا حتى يومنا هذا في إصدارات تخلدت بأصواتهم
الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن
الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن
Change Font Size 20

غاب الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، إلا أن ضوء هذا البدر باقٍ مشعّ، سواء عبر إسهاماته في إغناء المشهد الثقافي السعودي والعربي، أو عبر كلماته وقصائده التي خلدها أبرز فناني العالم العربي بأصواتهم. نستعرض لكم في هذه القائمة مختارات من أبرز قصائده التي تحوّلت إلى أعمال غنائية لا تزال تصدح بنجاحها حتى يومنا الحالي، اخترناها بناءً على تفضيلات فريقنا لفنانين تكررت تعاوناتهم مع الأمير الراحل. إلا أن القائمة تطول خارج هذه الأسطر، لتشمل فنانين آخرين كثرًا منهم طلال مداح وأحلام وعبد المجيد عبد الله، بالإضافة إلى سميرة سعيد وماجد المهندس وحسين الجسمي.

كاظم الساهر - "آه يا صاحب" + "ناي"

قدّم الفنان كاظم الساهر أغنية "آه يا صاحب" قبل 11 عامًا، حيث أدى كلمات مشبعة بالأوصاف الشعرية البليغة من تأليف الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن. وصفت الأغنية أحاسيس الحزن والاستياء بعد رحيل الحبيب، ومشيب المحب من حبه ولوعته المتواصلة طلبًا في الوصل. تُفتتح الأغنية بكلمات: "آه يا صاحب يا صاحب راحو الأصحاب/ الزمن غالب غالب والأمل كذاب/ والوفا آه من الوفا خانت الأحباب/ ما بقى صاحب يا صاحب يستحق العتاب".

لم تكن هذه الأغنية الوحيدة في حزمة تعاونات الأمير بدر بن عبد المحسن وكاظم الساهر، حيث صدرت أغنية "ناي" عام 2007 من ألحان محمد شفيق عبر فيديو كليب من إخراج حسين دعيبس. حاول المخرج التقاط الروح خلف المشاهد التي ترسمها كلمات القصيدة، وتقديمها بصريًا: "الشارع عتمة ونور زحمة وإشارات المرور/ وتوقف على أنفاسي التقيل مشيت أنا وهمّي العتيد/ قبل التعب ما يهدني سمعت صوت يشدني/ ناي ناي في صوتها ناي"، حتى انتقل بعدها إلى الأوصاف الغزلية للصوت الذي التقطه وصاحبته.

أنغام - "سلامة رماحك"

جاء في مطلع هذه الرائعة الشعرية التي غنّتها أنغام: "سلامة رماحك اللي جرحها غالي/ طعنتني غاضب لين انكسر رمحك/ لو قلت لي كان أجرح حالي بحالي/ لا عاش قلب جزع وارتاع من جرحك". عكست هذه الكلمات عمق الجرح بين المحبين، مشبّهًا أداة الجرح بالرماح المستخدمة في الحروب، مسترسلًا في تعبيره نحو ارتياع القلب وصدمته من تلقي الجروح، ومعبّرًا أيضًا عن كرامة النفس في العذول عن صد الحبيب ورفضه، حين شبّه وضعه بالظلام ورغبة الحبيب بالصبح في قوله: "يا سيدي وإن نويت تزيد غربالي/ قلي وأنا أبعد ظلامي عن سنا صبحك". سجلت الفنانة أنغام العديد من التعاونات الأخرى التي جمعتها بالأمير الراحل، في أغانٍ مثل "يا ترى وينك" و"مزح" التي أدّتها على المسرح في أول حفل لها بعد رحيله كتحية لذكراه.

نوال الكويتية - "لا تجي"

في أغنية "لا تجي" للفنانة نوال الكويتية، رسم الشاعر ملامح متناهية الدقة في وصف شعور اليأس والعتاب بطلب الحبيب ألا يعود وتعود معه أحاسيس الحزن، حين قال: "لا تجي قلبي سراب/ وماتت حروفي ظما/ وعيني الليلة سحاب/ ما هي للقمرا سما/ وما بقى إلا العتاب/ لا تجي الليلة"، حتى وصلت الأحاسيس التي تعكسها كلمات الأغنية إلى أوصاف الاستغناء بعد الذبول ونفاد الحنين والدموع والكلام.

أصالة - "ما تغير شي"

كتب مهندس الكلمة أيضًا كلمات أغنية "ما تغير شي" للفنانة أصالة نصري، ولحّنها لها صالح الشهري. توغّل فيها بمشاعر الوحدة والحزن بحبس الدموع وتضميد الجروح وتعب الروح من الفقد، مخاطبًا الذات ليوجّهها إلى سلك طريق النسيان والتجاهل للوصول إلى المبتغى من البهجة والسرور: "ما تغير شي الليل هو الليل/ والضي نفس الضي/ من درا بجروحي/ أو فراقي لروحي/ احبسي دمعك عيوني/ واضحكي وانسي/ ما تغير شي".

عبادي الجوهر - "شعاع الشمس"

خاض البدر كذلك في وصف معاني الاعتذار في أغنية "شعاع الشمس"، والتي غناها الفنان عبادي الجوهر عام 2014، حيث تزاحمت مشاعر الأسف والحب والحاجة للحبيب في كلمات دقيقة عميقة منمقة، أبت ألا تترك أثرها على قلوب الناس ومسامعها حتى يومنا هذا: "أبعتذر لك واسمحيلي يا شعاع الشمس والله أحبك حيل لكن حرقتيني/ يام العيون اللي سهرت بجرحها أمس محتاجها منك تظللني وتحميني/ أبعتذر لك واسمحيلي".

عبد الرب إدريس - "ليلة لو باقي ليلة"

جمعت سلسلة من الأعمال الفنية الثنائية بين الشاعر بدر بن عبد المحسن والفنان عبد الرب إدريس، سواء اكتفى الأخير بتلحينها أو بغنائها أيضًا. حققت تعاوناتهما انتشارًا واسعًا لم ينحصر في الخليج بل في العالم العربي أجمع، ومنها أغنية "المسافر" من أداء الفنان راشد الماجد والتي صدرت عام 1996، بالإضافة إلى أغنية "ليلة لو باقي ليلة" الكلاسيكية الخالدة، حيث تكاملت فيها الصور الغزلية: "ليلة لو باقي ليلة بعمري أبيه الليلة/ واسهر في ليل عيونك وهي ليلة عمر".

محمد عبده - "هذا حبيبي"

وحين نتحدث عن كلمات الأمير الراحل لا يمكننا ألا نتطرق إلى شعره الغنائي الوطني، والذي برز فيه اسمه كعلم من أعلام القصائد الوطنية. ومن أبرز مساهماته في الشعر الوطني أغنية "فوق هام السحب" التي غنّاها الفنان محمد عبده عام 1989، معبّرًا عن رفعة مكانة السعودية وأمجادها في تاريخها ومستقبلها، إلى جانب تميزها وتفردها بين بلدان العالم، حيث قال: "فوق هام السحب وإن كنتي ثرى/ فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى/ مجدك لقدام وأمجادك ورى/ وإن حكى فيك حسادك ترى/ ما درينا بهرج حسادك أبد/ انت ما مثلك بها الدنيا بلد والله/ ما مثلك بها الدنيا بلد". وفي شهادة حول هذه الأغنية من صاحب السمو الأمير خالد بن فيصل آل سعود، قال: "لو لم يكتب الأمير بن عبد المحسن غير "فوق هام السحب" لكفاه".

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع