بدأت الفنانة الشابة خديجة معاذ، مشوارها الفني في سن مبكرة جدًا، حيث بدأت الغناء حين كانت لاتزال في الحادية عشرة من عمرها. وبفضل صوتها الجهوري وإجادتها لأداء الأغاني الطربية الخليجية، استطاعت أن تلفت الأنظار وتثير إعجاب المستمعين. في بداياتها، أحيت العديد من حفلات الأعراس والمناسبات الخاصة، وهو ما ساهم في تكوين خبرتها الفنية وتعزيز شعبيتها المحلية. لاحقًا، أطلقت قناتها الخاصة على منصة يوتيوب، لتكون المحطة التي انطلقت منها إلى عالم احتراف الموسيقي، إذ قدمت عبرها موهبتها لجمهور أوسع في الخليج العربي وخارجه.
وعلى الرغم من أن خديجة معاذ حققت نجاحًا سريعًا بفضل صوتها وحضورها وموهبتها الاستثنائية، إلا أن الانطلاقة الحقيقية لمسيرتها الفنية جاءت في عام 2018 عندما أصدرت أغنية "بحر الهوى". نالت هذه الأغنية إعجاب الجمهور بشكل كبير وساهمت في تعزيز مكانتها في الساحة الفنية؛ لتقترن شهرتها بالأغنية. مع العلم أن أغنية "بحر الهوى" هي بالأصل للفنان عادل خميّس، ولكن النسخة التي قدمتها خديجة معاذ تتفوق بشهرتها على الأغنية الأصلية، وذلك بسبب صوتها الأنثوي الطربي الذي أضفى على الأغنية طابعًا جديدًا، وجعلها واحدة من الأغاني الأكثر تداولًا في تلك الفترة.
ومن أبرز المحطات في مسيرة خديجة معاذ هو تعاونها مع النجمة أحلام الشامسي خلال حفل في موسم الرياض 2، حيث شاركت في أداء أغنية "لا يروح الليل" إلى جانب أحلام؛ التي أشادت بموهبة خديجة معاذ بشكل كبير، وقدمت لها دفعة قوية للأمام في مسيرتها الفنية. لم يكن هذا التعاون مجرد حدث عابر، بل كررت أحلام غناء الديو معها في العديد من المناسبات اللاحقة، وهو ما أسهم في إبراز خديجة معاذ كواحدة من أفضل الأصوات النسائية الجديدة في الخليج.
في أغانيها الخاصة، عرفت خديجة معاذ كيف تختار دائمًا أغاني تُناسب خامة صوتها المميزة، بالاعتماد على شعراء غنائيين وملحنين شباب، كان لهم دور في رسم هوية خديجة معاذ الموسيقية المميزة، مثل MQ الذي كتب ولحّن لها أغنية "أي شعور"، التي أصدرتها سنة 2020، وتُعتبر واحدة من أبرز الأغاني الرومانسية الخليجية في السنوات الأخيرة. وإلى جانب تعاونها مع العديد من الأسماء الجديدة في عالم الموسيقى الخليجية، والاستفادة من تجاربهم الفريدة، تعاونت خديجة معاذ أيضًا مع عدة أسماء لامعة في صناعة الأغنية الخليجية، ممن آمنوا بموهبتها، مثل الأمير عبد الله بن سعد بن عبد العزيز آل سعود، الذي كتب لها كلمات أغنية "إحساس"، التي قدمتها في بداية صيف 2024.
وبتعاوناتها المنوعة، ما بين التجارب الموسيقية الشابة وصنّاع الموسيقى من ذوي الخبرات، تمكنت خديجة معاذ من رسم أسلوبها المميز، الذي يجمع بين الأصالة الخليجية واللمسات العصرية؛ لتحافظ على التراث الفني الخليجي، وتضيف لمسات حديثة تتناسب مع ذوق الجمهور الحالي، مما جعلها محبوبة بين مختلف الأجيال.
