بين التوتر والترقب، والمتعة والإثارة تجد القارة العجوز نفسها في صيف متقلب من مختلف النواحي، لكن لا يغيب عنه الترفيه الرياضي، إذ تحلّ الموسيقى لاعباً رئيسياً في الأحداث الرياضية،الأوروبية هذا الصيف.
وفي حين تحل بطولة اليورو 2024 ضيفة على ألمانيا، فإن الجمهور المتجمهر في البلد المضيف يستمتع بأنواع موسيقية مختلفة في المدرجات. بين ترديد الجمهور لجنرات تتباعد وتتقارب، نجد الموسيقى الالكترونية بين التكنو واليورو دانس والهاوس، مع حضور طاغي لكلاسيكيات الروك، ونسبة أكبر للأغاني القديمة . ومع الإقتراب من المراحل الحاسمة لنهائيات بطولة اليورو، نسلط الضوء على أكثر الأغاني انتشارًا بملاعب ألمانيا المستضيفة للبطولة.
1- "Fire" ميدوزا مع وَن ريبابيلك وليوني
نبدأ من الأغنية الرسمية لبطولة اليورو، والتي تأتي بلحن الهاوس المتصاعد، والبايس المضخم في الذروات. تطلق الأغنية حماسة الجمهور خاصة بأداء ميدوزا وريان تيدر، المغني الرئيسي لفرقة وَن ريبابليك، وتحتفي بالمنتخبات التي وصلت للنهائيات، مترقبةً لأن يقدم الجميع أفضل أدائهم في الحدث الرئيسي والمسرح الأضخم. تحمل أيضًا الأغنية رسائل عن أهمية التكاتف والمحبة ونبذ الكراهية، حيث يأتي ذلك في الجزء الأول من الكليب بالعديد من الكادرات الثابتة لأطفال من جذور مختلفة يرتدون ملابس كرة القدم.
2- "Diese em" للافلي ومونتي
الثنائي الهندي الذي عاش في ألمانيا منذ الثمانينات ويعملان كسائقي سيارات تاكسي، قررا في وقت حرج تتصاعد فيه نبرة اليمين الرافض للأجانب أن يؤكدا على فكرة المواطنة وتقبل الآخرمن خلال أغنيتهما "Diese em". الأغنية تحمل ألحان هندية من ثقافة البونجابي الموسيقية، ومأخوذة من أغنية "PANJABI MC" بإيقاع يتغير بين 33 لحناً بالثانية بدلًا من 45 لحنًا بالثانية.
3 - "( Major Tom" (Coming Home" بيتر شيلينج
الأغنية التي انتشرت في ألمانيا بسبب برنامج "Deutschland 83" في العام 2018، واستعملت في إعلان لعرض الزي الرسمي للمنتخب الألماني قبل البطولة، وتفائل بها الجمهور الألماني، هي إحدى أشهر أغنيات هذه البطولة. القطعة الكلاسيكية القادمة من الثمانينات تستعيد روح الديسكو مع الروك، وتقدم نسخة مطابقة لهتافات جمهور المنتخب الإنجليزي "It's Coming Home" بجرعة مماثلة من الترقب ولكن متزنة أكثر، بالرغم من أن المنتخب الألماني ودّع البطولة من دور الثمانية.
4 - "Freed from Desire" لجالا
الأغنية الحائزة على لقب أكثر أغنية مبحوث عنها بكلمات بحث "Na Na Na Na Na"، وبطلة غرف تغيير الملابس بأغلب أندية أوروبا تحصل على فرصتها أخيرًا باليورو. الأغنية تجرد اللاعبين والجمهور للحظة من كل مكتسباتهم بالحياة، وتبقي لهم الإيمان والرغبة بالتحدي، بالحب والحرية، مازجة بين اليورو دانس والكلوب.
5 - "Shot at Glory" لذا كالدونيان دريم
منذ أن تدخلت الخوارزميات في قرارات التأليف الموسيقي للرياضة صارت النتائج أقرب للغرابة. الأغنية حماسية بالرغم من أنها تنتمي للتكنو الخالص، واستطاعت الإنتشار معتمدة على هذا التناقض، واستطاع أن يستمتع بها المنتخب والجماهير الاسكتلندية قبل المغادرة، والأهم أن فرقة ذا كالدونيان دريم تمكّنت من ترك بصمتها في البطولة.
6 - "Hey Jude" - البيتلز + ديفيد باديل، "Three Lions" - فرانك سكينر، و لايتينج سيدز
حفاظًا على أعصابكم وأعصابنا، قررنا أن نجمع كل معالم الدراما الإنجليزية لأكثر جمهور عاطفي عنيف في علاقة سامة مع منتخبه على وجه تلك الأرض. هذا العام يضيف الجمهور الإنجليزي لشعار "It's Coming Come"، أغنية "Hey Jude" لفرقة البيتلز، والتي يوجهها لنجم المنتخب ونادي ريال مدريد ذو العشرين عامًا جود بيلينجهام، راجين منه أن لا يضيع الفرصة، وأن يأخذ الأغنية الحزينة التي دامت لسنين طوال ويجعلها أغنية جميلة سعيدة. يبدو الأمر جادًا للغاية حتى أن أديداس قامت بحملة دعائية للمنتخب الإنجليزي متمركزة حول بيلينجهام، باستعمال نفس الأغنية. بدأ ارتباط الأغنية باللاعب منذ تألقه هذا الموسم مع ريال مدريد، حيث يتم تشغيلها بالسانتياجو برنابيو مع كل تألق له.
وطالما ذُكر شعار "Coming Home" فبالطبع يجب ذكر الأغنية الأيقونية "Three Lions"، والتي تعكس الإيمان الذي لا يفتر للجمهور الإنجليزي في الفوز بالبطولات التي يشارك بها، في قالب كوميدي مبني على تذكر كل محاولة كان المنتخب الإنجليزي قريبًا فيها للغاية من تحقيق هدفه.
8 - "Seven Nations Army" لذي وايت سترايبس
لربما كانت هذه الأغنية أفضل أغنية رياضية تنافسية على الإطلاق في بطولة اليورو لهذا العام مع البايس درام المضخم المكثف، وصولو الإلكتريك جيتار. فالأغنية تجعلك تقاوم لآخر لحظة، الجرينتا كما يجب أن تكون!
9- "Under Pressure" لديفيد بوي وفرقة ذا كوين
واحدة من أكثر الأغاني التي تحدثت عن الضغط النفسي وحالات الضغط الجماعي، فهي بمثابة فرصة للتماهي الجماعي للجمهور في ظل الظروف العالمية الحالية، وما يتحدث عنه الكثير من الخبراء عن زيادة معدلات القلق النفسي. وتوصيف لما تشكله تلك البطولات الدولية من حالة ترابط بين أفراد كل منتخب مشارك تغيب فيه الأنا، ويشعر الجميع بضغط مضاعف لأنهم يريدون تحقيق إنجاز لبلدهم. ورغم أن معظم الأغاني التي تلقى انتشارًا بين الجمهور الرياضي تعتمد على ألحان بلا انتقالات تقريبًا، عكس تلك الأغنية ذات المستويات الإيقاعية المتعددة، ولكن عبقرية التنويع في التنغيم الصوتي بالهمهمة والدندنة، وعمق شاعرية الكلمات، خاصة البار الذي يتحدث عن الفرصة الأخيرة "We Give Ourselves One More Chance"، منح هذه الأغنية الشعبية التي حظيت بها.