بدأ الفنان آدم مسيرته منذ سن مبكرة، قدّم نفسه بقوة بصوته العميق وإحساسه المرهف، حتى تمكن من ترك بصمة واضحة في مشهد الليفانتين بوب. تميّز بتنقله بين تأثيرات الطرب والبوب ودمجها في قالب صوتي غني، كما تراوحت إسهاماته بين الأغاني الخاصة وتترات المسلسلات والكوفرات المميزة.
نتناول في هذا المقال محطات بارزة في مسيرة آدم، بدءًا من ألبومه "هذا أنا" وصولًا إلى أحدث أعماله، مسلطين الضوء على تأثيره في مشهد البوب.
ألبوم "هذا أنا"
يعتبر ألبوم "هذا أنا" من الألبومات التي رسخت مسيرة آدم في بدايتها، خاصة وأنه قدمه في عمر لا يتعدى العشرين عامًا، إلا أنه كشف عن تمكنه القوي بالتلاعب في طبقات صوته. كتب كلمات الأغنية الرئيسية الشاعر محمد العبدالله فيصل بالفصحى، بينما لحنها نقولا سعادة نخلة، وقدمها آدم بأداء رخيم ومليئ بالعرب الثقيلة. صوّر آدم من هذا الألبوم أغنيتين بالتعاون مع رنده علم، وإلى جانب "هذا أنا" خرج كليب "خلص الدمع"، ولعبت ثيمة الفراق واللوعة دورًا هامًا على صعيد الكلمات وقد حققت الأغنيتين نسبة استماع عالية.
أغاني المسلسلات والأفلام
قدم آدم عدد كبير من تترات المسلسلات في مشهد الدراما بالمنطقة، كما كان له تجربة تقديم أغنية "كل واحد" من فيلم "كلاشنكوف" سنة ٢٠٠٨، وكانت من أولى أغانيه الخاصة التي قدمها باللهجة المصري، من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان وليد سعد، وقد حققت شهرة كبيرة خارج إطار الفيلم. اشترك آدم أيضًا بتقديم تترات حققت انتشار واسع مثل "قولوا للي أكل الحرام" من مسلسل "العار"، وصولًا إلى تتر مسلسل "بابلو" في ٢٠٢٠.
أغنية وفيديو كليب "في حدا"
تعتبر أغنية "في حدا" واحدة من المحطات البارزة في مسيرة آدم، خاصة وأنه تعاون فيها مع الملحن رامي الشافعي، وقد حملت صوت بيانو لائم نبرة الحزن والكلمات عن عدم القدرة على نسيان الحبيب. حمل الكليب مشاهد تمثيلية لآدم وهو الأسلوب الذي اعتاد تقديمه، وقد تميّز المخرج بهاء خداج باستغلال تقنيات منوّعة لنقل مشاعره وربطها مع الموسيقى، ويعتبر من أبرز الكليبات التي قدمها حيث حقق أكثر من ٧٠ مليون مشاهدة على يوتيوب وحده في السنوات الأخيرة.
تقديم الكوفرات
إلى جانب كل ما سبق، اشتهر آدم بقوته في الأداء الحيّ وصوته الواثق والقادر على تقديم أغاني طربية، وقد ساهمت الكوفرات بتعريفه إلى الناس في بدايته، ولعبت دورًا مهمًا في مسيرته مع بداية الألفية قبل أن يبدأ بتقديم أغانيه الخاصة. تعتبر أغنية جورج وسوف "حلف القمر" من أهم هذه الاستعادات وقد قدمها في أكثر من مناسبة بأداء مرهف بالإحساس مليء بالنقلات الصوتية الماهرة. كما استعاد آدم أغاني من الفنانة الراحلة "ذكرى" وقد انتشرت في بداية الألفية سيديهات غير رسمية بعنوان "آدم يغني ذكرى" أو "آدم يغني أم كلثوم" في كل مكان، ولا تزال هذه الكوفرات حاضرة في حفلاته الخاصة حتى اليوم.
"حدا عارف"
حققت أغنية "حدا عارف" نجاحًا كبيرًا بعد خروجها في بداية عام ٢٠٢٣، ويمكن اعتبارها نقطة مفصلية جديدة في مسيرة آدم بعد أن غاب لفترة بسيطة عن الساحة، وقد فتحت الباب أمام روح وطريقة أداء جديدة، وكشفت عن نضج صوتي متوقع بعد سنوات الخبرة. كتب الكلمات ولحنها مروان خوري، وقد تشاركا على أدائها لاحقًا في حفلة كازينو لبنان ما جعلها تتصدر الترند اللبناني. كان آدم قد تعاون مع المخرج دان حداد على تصوير الكليب، وقد ظهر في مشاهد تمثيلية وهو يحاول اللحاق بفتاة من قبيلة غجرية.