بعد النجاح الكبير الذي حقّقه ألبوم "فري ميكس 3" الصادر عام 2002، والذي وصلت مبيعاته إلى أكثر من 20 مليون نسخة بحسب شركة فري ميوزك المنتجة له، أصبح الطريق مفتوحًا أمام تامر حسني لتحقيق حلمه في إثبات موهبته. جاءت الفرصة مع نصر محروس، الذي تعاقد مع تامر، ليصبح اسمهما مرتبطًا بفترة البدايات.
في عام 2004، صدر أول ألبوم منفرد لتامر بعنوان "حب"، وبذلك نحتفل بمرور عشرين عامًا على صدوره. هذا الألبوم تميز بتنوعه الموسيقي وكشف عن جوانب مختلفة من شخصية تامر حسني الفنية، مما يجعله موضوع المراجعة الكلاسيكية لهذا الأسبوع.
لفت تامر الأنظار لأول مرة في ألبوم "فري ميكس 3"، كما شهد على موهبته كملحن من خلال أغنيتين هما "لا إنسى" و "راحت حبيبتي". وفي عام 2003، كتب ولحّن أغنية "بص بقى" لشيرين عبد الوهاب في ألبوم "جرح تاني"، لكن انطلاقته الحقيقية كفنان متعدد المواهب اتضحت أكثر مع ألبوم "حب".
احتوى الألبوم على 13 أغنية تناولت مواقف حياتية ومراحل مختلفة من الحب فأتت "قرب حبيبي" في بداية الألبوم تجسد حالة الحيرة والتذبذب العاطفي في بدايات العلاقة من قبل شريكته المتخوفة من الوقوع في حبه ولكنه يستخدم منطقه البسيط لطمأنتها قائلا "ما تقرب وأنا أقرب /فيها ايه لو حتى نجرب /مين عارف كده لما نقرب/نرتاح من دي أفكار " ثم يعود ويؤكد على أنه لن يتركها مهما حدث، كتب كلمات الأغنية مصطفى مرسي ولحنها وليد سعد ووزعها أمير محروس ويحي الموجي، وقع الاختيار على هذه الأغنية ليتم تصويرها فيديو كليب من إخراج نصر محروس، وكان الفيديو مليئا بالرقصات الاستعراضية و الجرافيكس كما شاركت به الفنانة زينة كموديل والتي شاركته في نفس العام أولى تجاربه السينمائية بفيلم "حالة حب"، ولكن أكثر ما ميّز الأغنية هو آلة السمسمية التي ظهرت في الخلفية وبرزت في المقدمة والفواصل فأعطت الأغنية نكهة مختلفة وكأن موسيقاها مستوحاة من الأغاني الفلكلورية لمدن القناة.
أما في حالات الحب الأكثر رومانسية ودفئاً وجدنا أكثر من أغنية، وعلى رأسهم "حب" التي حملت اسم الألبوم وكتبها نصر محروس ولحنها وليد سعد أما التوزيع فكان ليحيى الموجي و أمير محروس، وفيها يتغزل تامر بمحبوبته التي يرى فيها الحياة بكل ألوانها، وأما الموسيقى فكانت مبهجة لتؤكد على الحالة الوردية التي يعيشها جراء هذا الحب، وقد تمّ استلهامها من موسيقى البوب اللاتيني ممزوجة بالأكورديون مع بعض الوتريات كالكمان.
إضافة إلى "قولي بحبك" التي كتبها ولحنها تامر ووزعها محمد رأفت بإيقاع إلكتروني، و" إنت حياتي" التي كتبها نصر محروس ولحنها وليد سعد ووزعها محمد مصطفى والتي برزت فيها الوتريات كالكمان و الجيتار، وأيضا "لما بتكون بعيد" المليئة بالحماسة في ملاقاة حبيبته التي يشتاق لها، وصاغ كل ذلك على إيقاع شرقي مناسب لهذا النوع من الغزل،وكتبها ولحنها تامر ووزعها محمد مصطفى.
ولإستكمال جرعة الحب كان لابد من زيادة معدل الغزل فجاءت أغنية "أوصفلك" التي يتحدث فيها تامر إلى أحد أصدقائه عن حبيبته، ويطلب الأخير منه وصفها فيبدأ تامر بالتغزل في صفاتها بكلمات كتبها نصر محروس و لحن تصاعدي من توقيع رياض الهمشري وتوليفة من الإيقاعات الشرقية والآلات الوترية وزّعها حاتم داوود.
حرص تامر عند اختيار أغنيات الألبوم على التنوع في أشكال الحب ليشمل مواقف حياتية بسيطة واردة الحدوث لأي شخص، فكانت أغنية "يانا يانا" خير مثال على ذلك، بمجرد سماعها نستحضر قصة الأغنية في أذهاننا وهي عن فتاة تصرح بحبها لصديق لها لكنه يصدها بمنتهى الرقي بسبب انشغال قلبه بأخرى، وجاءت الكلمات التي كتبها نبيل معتوق على لسان تامر بشكل حواري سلس لنشعر من خلاله أن هذا الموقف يحدث أمام أعيننا الآن، أما اللحن فهو لمحمد رحيم والتوزيع لمحمد مصطفى.
وللعلاقات الغير منتهية التي طالما حاولنا إيجاد خاتمة لها جاءت أغنية "فرصة أخيرة" والتي حملت في طياتها جانب من التوبيخ لشعور تامر بأنانية حبيبته التي ترفض كل الحلول وتستمر في استنزافه معنوياً. كتب كلماتها مجدي النجار ولحنها خالد عز ووزعها أحمد عادل وهي توليفة من الإيقاعات الشرقية يخوض فيها عازف الساكس محمد يوسف مباراة ودية مع إيقاعات أحمد عيادي.
أما في مرحلة بداية الفراق والألم حضرت أغنية "لسه بحبك" التي كتبها نصر محروس ولحنها تامر حسني ووزعها يحيى الموجي وأمير محروس، و الأغنية عبارة عن مرحلة يمتزج فيها الألم بالعتاب "قلبي شايل منك/مش قادر يسامحك/ كل ما أجي أصالحك/ ألاقي قصادي جرحك". وعلى الصعيد الموسيقي برز الكمان الذي يُشعرك بأنه يعزف على جراحه كما ظهر بوضوح في الفواصل الجيتار الإلكتروني.
ثم ننتقل لمرحلة تخطي علاقة الحب والإصرار على عدم الرجوع مرة أخرى بأغنية "حرقة دم" التي كتبها ولحنها تامر ووزعها أحمد عادل، ومن أسباب شهرة الأغنية هي الكلمات المستخدمة المعبرة والقريبة من لغة الشباب في ذلك الوقت، وهم الشريحة الأكبر من المستمعين وطالما رددها الجمهور معه بحماس في الحفلات.
قدّم تامر في هذا الألبوم ثلاث أغنيات من كلماته وألحانه و لحّن فقط ثلاث أغنيات أخرى ليصبح المجموع 6 أغنيات، منهم أغنية "الوحدة بتقتلني" وهي تعتبر الأغنية الأكثر سوداوية في هذا الألبوم وكان أداء تامر فيها رائعاً، إذ أن نبرة صوته كانت مليئة بالأسى وكل أمله أن يسأله أحد من المقربين عن حاله لأنه يعاني من الوحدة وعلى أعتاب الاكتئاب، بسبب خسارة العديد من الأشخاص في حياته، وأضفت الوتريات لمحة حزينة على الأغنية على الرغم من تواجد واضح للإيقاعات الشرقية، كتب الأغنية أيمن عزمي ووزعها وليد شراقي.
أما الأغنية التي اختتم بها الألبوم فكانت من نصيب "محتاجلك ياما" وقد تناولت جانب آخر من الحب وهو حب الإبن لأمّه ونعتقد أنها كانت بمثابة إهداء لوالدته التي طالما آمنت بموهبته وشجعته منذ صغره، وكتب كلماتها نصر محروس ولحنها تامر ووزعها محمد مصطفى.