ألبوم إليسا "عايشالك" هو الألبوم الثالث في مسيرتها، وصدر عام 2002. تضمن الألبوم العديد من المفاجآت على صعيد التعاونات، حيث شهدت إليسا تعاملها للمرة الأولى مع مشهد البوب المصري. عملت مع أسماء بارزة في هذا المجال، مثل محمد رفاعي ومحمد رحيم، كما وضع موزعون بارزون مثل جان ماري رياشي وجان صليبا بصمتهم في صناعة الألبوم، ما ساهم في جعله نقطة مهمة ومن الألبومات الأيقونية في مسيرتها.
في عام 2002، بدأت موجة البوب هاوس تجذب انتباه المنتجين في المنطقة، وكان لإليسا شجاعة اقتحام هذا النوع من خلال أغنيتها "عايشالك". كتب محمد رفاعي كلمات الأغنية، حيث تجسدت فيها مشاعر حلوة بينما تولى حسام حبيب وجان ماري رياشي تلحينها، وقام رياشي بتوزيعها على إيقاع البوب هاوس، مع إضافة عينة من كيبورد أثيري رافق صوت إليسا الشاعري وأضاف عليه رونقًا. تم تصوير فيديو كليب "عايشالك" في باريس بإدارة المخرج فابريس بيغوتي، وكانت إليسا أول فنانة في المنطقة ترتدي فستانًا مصممًا خصيصًا لها من دار الأزياء ديور.
أمّا ثاني كليبات الألبوم أغنية "أجمل إحساس"، التي ساهمت بشكل كبير في شهرة إليسا بمشهد البوب المصري. نجح محمد رفاعي في كتابة كلمات تجسد المشاعر العاطفية بأسلوب عميق، يتجاوز التكرار المعتاد في الأغاني الرومانسية، مما أسهم في تعزيز لقب "ملكة الإحساس" الذي ارتبط بإليسا. اشترك محمد رحيم بوضع بصمته الخاصة على اللحن ليكون تعاونه الأول معها. بينما أخرج سليم الترك عملًا بصريًا مثيرًا، حيث نجح في تنسيق الإضاءة والمشاهد لنقل إحساس الأغنية بشكل مؤثر.
كانت كل أغنية هيت بحد ذاتها، حتى تلك التي لم تُصور، وأصبح الألبوم حديث المدينة. حقق مبيعات ضخمة في سوق السيديهات والكاسيت، كأنّ كل شخص أراد أن يختبر لحظات الحب والفراق عبر صوت إليسا. حفرت أغاني مثل "آه من هواك" في الذاكرة، حيث عادت إليسا فيها إلى اللهجة اللبنانية من كلمات طوني أبي كرم، لتكون واحدة من أشهر أغاني الفراق في فترة بداية الألفية.
حمل الألبوم في طياته لمسة تجريبية على صعيد الألحان، كما في أغنية "شاغلني"، حيث طوّع محمد رفاعي صوت الكيبورد الشعبي مع إيقاع الطبلة الشرقية. هذا المزيج منح الأغنية بعدًا جديدًا دون أن يمس بشاعرية صوت إليسا، ما أعطاها توليفة جذابة تلامس الأذن بسلاسة. كما حضر ناصر الأسعد بتلحين أغنيتين من الألبوم، "كلمة حب" و"لا تروح"، حيث استمرت إليسا في استثمار طبقات صوتها المخملية والرخيمة لتتحدث عن الحب وتعقيداته.
رافقت الموسيقى اللاتينية إليسا من بدايتها مع افتتاح مسيرتها بأغنية "بدي دوب" سنة 1998، وقد عادت للتعاون مع نفس المغني جيرارد فيرير في أغنية "شلتك من قلبي" بأسلوب البوب اللاتيني. ناسبت هذه الموجة صوت اليسا حيث طوعت كلمات نبيل عبدو مع الألحان الغجرية على صوت الجيتار. قدمت أيضًا في الألبوم كوفر لأغنية "Kuzu kuzu" لتركان، وأعاد كتابة كلماتها نبيل أبو عبدو، بينما حافظوا على اللحن التركي الأساسي مع إضافة عيّنات شرقية.
استطاعت إليسا في ألبوم "عايشالك" أن تُثبت قدرتها على التكيف مع الاتجاهات الجديدة دون التخلي عن هويتها الفنية، وكانت هذه النقلة مهمة في مسيرتها أدخلتها إلى عالم البوب المصري بعد نجاحها في الألبومين السابقين بالمشهد المحلي. شكل هذا الألبوم محطة بارزة في المشهد ككل، إذ رسخ مفهوم صوت الهاوس بوب والبوب اللاتيني، وكشف عن تمدد صوت إليسا ومرونته في استيعاب هذه الأنماط الموسيقية المتنوعة.