يحفظ الجمهور على امتداد العالم العربي أغنية العندليب الأيقونية "قارئة الفنجان"، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن لهذه الأغنية قصة حب حقيقية تخللتها مطاردة ضابط استخبارات لحبيبة العندليب دون رحمة، إذ كان الحب حينها يعصف بقلبه تجاه سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني.
في ذروة عشق الحبيبين، كان ضابط استخبارات يحاول ابتزاز سعاد حسني. وقد تكشّفت الكثير من خيوط قصة الحب ومحاولات الابتزاز في وقت لاحق، فجمع الشاعر نزار قباني فصول الحكايتين وحولها إلى قصيدة.
أرسل قباني القصيدة لعبد الحليم وحثّه على غنائها، فهزَّ النص حليم من الأعماق وعرف أن القصيدة تحاكي قصته مع سعاد حسني. كتب نزار في قصيدته الأصلية وقال فيها: "حبيبة قلبك يا ولدي/ نائمة في قصر مرصود / والقصر كبير يا ولدي/ وكلاب تحرسه وجنود". لكن حليم طلب منه تغييرها حتى لا تعرضهم للضرر والملاحقة من رجال المخابرات، فتحورت كلماتها لتقول: "وحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود/ من يدخل حجرتها من يطلب يدها/ من يدنو من سور حديقتها من حاول فك ضفائرها/ يا ولدي مفقود مفقود".
استغرق العمل على القصيدة فترة طويلة، وتعطلت التمارين مرارًا بسبب انتظار التغييرات المتكررة التي طلبها العندليب من نزار. غنى عبد الحليم "قارئة الفنجان" نهايةً في عيد شم النسيم في شهر نيسان/ ابريل 1976، ورغم أنها لاقت استحسان الجماهير إلا أن "شوشرة" حصلت أزعجته وسببت له ضيقًا أخرجه عن طوره على المسرح.
رفض عبد الحليم وقباني ربط القصيدة بسعاد حسني، واعتبرا في تصريحات إعلامية أنه يمكن لكل شخص إسقاطها على الواقع الذي يناسبه. كانت "قارئة الفنجان" أغنية الوداع للعندليب الذي وصل فيها إلى ذروته الفنية ورحل بعد عام على أدائها، إلا أنه أبى أن يرحل إلا بتلخيص عشقه لحبيبته بكلمات كتبها بخط يده من الأغنية وهو على فراش الموت، في ورقة عُثر عليها بين أغراضه في المستشفى كُتب فيها: "وبرغم الجو الماطر والإعصار.. الحب سيبقى يا ولدي.. أحلى الأقدار". ظهر النص الأصلي للمرة الأولى عبر الشرق بودكاست.