بعد مرور حوالي 40 عامًا على ظهورها الأول، عادت أغنية "يا وعدي على الأيام" التي كتبها الشاعر عبدالرحيم منصور ولحنها وغنّاها للفنان الراحل أحمد منيب إلى الواجهة، لتصبح حديث السوشال ميديا بعد اعتمادها كـ تتر لمسلسل "قهوة المحطة".
بدأ عرض المسلسل في النصف الثاني من رمضان، وهو ما أدى إلى تفاعل كبير مع الأغنية التي ساهمت في تعريف جيل جديد بأغاني وفن أحمد منيب، وأثار بعض التساؤلات حول سبب تعلق الناس المستمر بها.
أحمد منيب الغائب الحاضر
كان أحمد منيب من أبرز رواد الموسيقى النوبية. عُرف بتعاونه مع محمد منير، حيث لحن له العديد من الأغاني التي لاقت شهرة واسعة، وساهمت في تشكيل مسيرته الفنية منها "شبابيك" و"الرزق على الله" و"شجر الليمون". استثمر منيب في الألحان البسيطة والعميقة التي تعبر عن الهوية النوبية، ممزوجة بالإيقاعات المعاصرة، ما جعل صدى أعماله يتردد حتى بعد وفاته عام 1990.
صدرت "يا وعدي على الأيام" في منتصف الثمانينيات ضمن ألبوم "مشتاقين" وشمل هذا الألبوم أغاني أخرى مثل "دايرة الرحلة" -التي غناها محمد منير لاحقًا- و "الوعد والمكتوب" و"صدقني يا صحبي". ونفذ توزيعات الألبوم بأكمله حميد الشاعري، الذي كان في بدايات مسيرته الفنية آنذاك.
شكّل الألبوم باكورة أعمال حميد التي قدمته للجمهور المصري. حقق الألبوم نجاحًا ملحوظًا وقتها، لكن "يا وعدي على الأيام" كانت أبرز أغانيه، ولشدة تعلق حميد بها فقد غناها ضمن ألبومه "روح السمارة" عام 2006.
سبب اختيار صناع المسلسل للأغنية كتتر
كلمات الأغنية تجسد مشاعر متناقضة، فعلى الرغم من الحزن والهموم، يبقى الأمل والتفاؤل مسيطرين. استخدم الشاعر صيغة الجمع فعزز من الارتباط بين المستمع والمغني.
أتى لحن منيب سلسًا وبسيطًا مستخدمًا مقام الكرد، مما أضاف جرعة متوازنة من المشاعر المتنوعة التي تلمس كل من يستمع إليها. ربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعت صناع المسلسل لاختيار هذه الأغنية في التتر إلى جانب رسومات تصور البيوت في الصعيد وقطارات تسير في مسار السفر.
وربما كانت قصة المسلسل هي الدافع وراء استخدام الأغنية، حيث تعبر الموسيقى عن البيئة التي ينحدر منها البطل. يحكي المسلسل قصة شخصية مؤمن، الذي يغادر الصعيد متجها إلى القاهرة طمعًا في تحقيق الشهرة، ولكنه يجد نفسه متورطًا في سلسلة من الأحداث التي تنتهي بموته، مما يضع المشاهدين أمام لغز جريمة قتل غامضة تبدأ معها رحلة البحث عن القاتل.
المسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال وإسلام خيري، بمشاركة مجموعة من النجوم، بينهم أحمد غزي وأحمد خالد صالح وآخرون.