تختلف القصص حول قصة أغنية "عبد القادر يا بوعلام"، وهو ما أفضى إلى نزاعات قانونية ضجّت بها المحاكم. تقول إحدى الروايات إن هذه القصيدة نظمها شاعر الملحون الجزائري عبد القادر بطبجي، أحد أشهر شعراء مدينة مستغانم غرب الجزائر، في العام 1871. t
لكن الرواية الأكثر رواجًا تقول إن هذه الأغنية تعود إلى العام 1989، عندما كان الشاعر الغنائي الحاج زغادة، المعروف بـ"الورشاني"، معتقلًا في أحد السجون. ذات يوم، رأى الحاج زغادة، بحسب قوله، في منامه جدّه محي الدين عبد القادر الجيلاني، إذ خُيّل إليه أنه جاء لمواساته، وعندما شكا له سوء حاله، طلب إليه جدّه في المنام أن يكتب له قصيدة ويضمّنها أسماء أولياء الله الصالحين جميعًا، وسيفرج الله كربه.
كتب الورشاني حينها هذه الكلمات: "عبد القادر يا بوعلام ضاق الحال علي/ داوي حالي يا بوعلام إنت سيد الأوليا/ آااه سيدي عبد الرحمن تدير مجهودك وتحسن/ وانت راجل قائم خدمك ذي رمزية". وكانت المفاجأة أنه بعد أيام قليلة من كتابتها خرج من السجن، وكاعتراف منه بفضل أولياء الله قرر تخليد قصيدته من خلال تحويلها إلى أغنية، فلحّنها وغناها، وسجّلها لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف.tt
أقدم بعدها عدد من المطربين على غنائها، ولعلّ أشهرهم الشاب خالد ورشيد طه والعديد من فرق الراي. إلا أن ذلك أشعل غضب الورشاني الذي تقدّم بشكوى إلى الديوان الوطني، الذي ردَّ عليه بالسلب على اعتبار أنه يمتلك اللحن، وليس الكلمات التي وصفها الديوان بالتراثية.
أُصيب الشاعر بخيبة أمل، واشتكى الديوان الوطني إلى محكمة في بئر مراد رايس في العاصمة التي بتت في القضية، داعية إلى تعويض الشاعر بمبلغ يقدَّر بنحو 100 ألف دولار أمريكي. لم يعجب هذا الرقم الورشاني الذي طلب تعيين خبير يحدد قيمة حقوق أغنيته، لكن القضية بعد ذلك تاهت في المحاكم بسبب اصطدامها بجبل من المصالح المشتركة، وتحولت إلى معضلة قانونية لم تشهد الجزائر مثلها عبر التاريخ.tt
ظهرت القصة للمرة الأولى عبر الشرق بودكاست.