قبل أن يهاجر سولكينج إلى فرنسا، عاش في الجزائر وتنقل بين مشاهد مختلفة من الفنون مثل السيرك والرقص والفريستايل. أسس فرقة الراب أفريقا جانغل التي قدمت إسهامات مهمة في مشهد الهيب هوب الجزائري، ورحل بعدها إلى فرنسا ليلاحق حلمه بالغناء في ضواحي باريس الباردة. بدأ مسيرة جديدة دمج فيها الهيب هوب مع الراي محملًا بثيمات الهجرة واللوعة، لتكون تجربته امتدادًا إلى الجيل السابق من المهاجرين من رشيد طه إلى الشاب خالد. كما قدم تعاونات مع مشاهد مختلفة ومنوّعة في إصدارات نقلت اسمه إلى العالمية.
نرصد في هذا المقال أبرز تجارب سولكينج والتعاونات التي قدمها، بعد أن بدأت مسيرته سنة ٢٠١٨.
داليدا مع دياس
دائمًا ما يفتتح سولكينج إصداراته بصوت ضحكة بروك سولكينغ، شخصية من مسلسل الأنمي الياباني وان بيس والتي استلهم اسمه منها. هكذا افتتح تراك "داليدا" الذي خرج كعيّنة من ألبومه الأول فاكهة الشيطان. استوحى اسمها من المغنية داليدا، كما استلهم من أغنيتها الصادرة سنة ١٩٧٣ في ڤيرس التراك "paroles paroles paroles". أبقى على لهجته الفرنسية المتأثرة بالجزائرية، لهجة المهاجرين إلى الضواحي الشمالية لباريس، ما أعطاها حمولة الراي الجزائري القادم من فرنسا بتلاوين صوته، وتشبعت كلماتها بثيمة الغربة وتحديات الحياة من تجاربه الشخصية.
Liberté مع ولاد البهجة
رغم انتقال سولكينج إلى فرنسا إلا أن صوته وجد طريقه بتلقائية إلى شوارع الجزائر، عندما قدم تراك "Liberté" مع مجموعة الألتراس الغنائية ولاد البهجة، وترددت كلماتها على لسان المتظاهرين في الشوارع وقت الحراك الجزائري سنة ٢٠١٩. حملت كلماتها مطالبة بالحقوق المدنية بالإضافة إلى رمزيات سياسية مثل شخصية تشي جيفارا. أنتج Katakuree البيت بإيقاع متوسط سامحًا لسولكينغ بفرد تلاوين صوته، وحملت آخر دقيقة من الأغنية زخم مشاعر عالي بين أداء سوليكنغ وولاد البهجة.
مع دوراتا دورا Zemer
تعتبر "Zemer" واحدة من أولى التعاونات التي حقق فيها سولكينج نجاحًا عالميًا، خاصة أنها سيطرت على قوائم الأكثر استماعًا في أوروبا، كما حققت أكثر ٨٠٠ مليون مشاهدة على يوتيوب وحده. حافظ على أسلوبه المليء بعرب الراي الثقيلة، بينما جاء أداء دوراتا دورا غنيًا ببحته القويّة لينسجم الصوتين بطريقة متجانسة. تعاونا مع المنتج BIGBANG الذي أعطاها إيقاعًا راقصًا مستوحى من موسيقى البوب الألبانية، وتميزت كلماتها ببعدها العاطفي وعناصر السرد الجذابة. اشتهرت الأغنية في حفلاته الحيّة حيث استضاف دوراتا أكثر من مرة، وقدماها سويّة بتفاعل عالي مع الجمهور، وقد كشفت هذه الأداءات عن تطور أداء سولكينغ في العروض الحيّة.
Meleğim مع دادجو
دائمًا ما يشعرنا سولكينغ أن لكل أغنية بصمتها الخاصة وتأثيراتها المنوّعة. في ألبومه الثاني فينتاج ظهر على غلاف الألبوم وخلفه صور أيقونية من جنرات منوّعة من الشاب حسني، إلى توباك وبوب مارلي. قدم في هذا الألبوم تراك "Meleğim" مع المغني دادجو وتعني ملاك باللغة التركية، وقد صوّرت معظم مشاهدها في مدينة اسطنبول وصدرت في فبراير/ شباط ٢٠٢٠ قبل الألبوم بفترة قصيرة. حملت ثيمة الرومنسية والحنين وقد تشارك المغنيان على كتابتها مع ورافائيل نيادجيكو، بينما أعطاها Nyadjiko بصمة مختلفة بالعينات الصوتية والتوزيع، وحملت إيقاع الموسيقى الإلكترونية.
يدور مع ديستانكت
صدرت "يدور" سنة ٢٠٢٢ تعاون فيها سولكينج مع ديستانكت، دمجت الأغنية بين أسلوبهما حيث اتبع سولكينغ طريقة غنائه المستلهمة من الراي، بينما استعان ديستانكت من إيقاعات الموسيقى الشعبية المغربية. أنتج البيت YAM و Unleaded المعروفين بالتعامل مع ديستانكت في هيتات مثل لا وتك تك، وقد قدَّم هذا التراك تعاونًا مهمًا بين المشهدين المغربي والجزائري في المهجر. ظهرت هذه الأغنية بعد صدورها بحوالي عام على قائمة هوت ١٠٠ في بيلبورد عربية، بعد أن أعيد مشاركتها على مواقع التواصل الإجتماعي.