شهد المشهد المغاربي في السنوات الأخيرة خروج فرق موسيقية مميّزة، جمعت بين التراث الثقافي المحلي مثل الكناوة والشعبي وجنرات عالمية مثل الروك والميتال. جسدت هذه الفرق روح التجديد والتنوع في المنطقة، وعبرت من خلال أعمالها عن قضايا اجتماعية وثقافية بطريقة فنيّة فريدة.
نستعرض في هذا المقال مجموعة من أبرز هذه الفرق الموسيقية التي تميزت بإبداعها وأدائها المتميز، وساهمت في إثراء مشهد الإندي في المغرب الكبير.
باب لبلوز
تشكلت فرقة باب لبلوز سنة 2018 في مرّاكش على يد يسرا منصور مغنيّة الفرقة الرئيسية ولاعبة الإلكتريك كمبري، وهي آلة تستخدم في موسيقى الكناوة، مع العازف بريس بوتين. استلهمت الفرقة من مجموعة واسعة من الأساليب الموسيقية مثل الكناوة والبلوز والشعبي والأفروبيت، كما استخدمت الدارجة المغربية في كتابة الكلمات التي غالبًا ما غطّت مواضيع اجتماعية دخلت في عمق الحريّات العامة. قدمت الفرقة إصدارات وألبومات منوّعة منها ألبوم "نايضة" في 2020 والذي خرج منه أغنية "إلى متى" التي عرفت الفرقة إلى جمهور الفرقة. قدمت الفرقة أيضًا ألبوم "سواكن" في 2024، واستعانت فيه بآلات من تراث المغرب مثل القراقب والآلة التيدنيت من الموسيقى الحسّانية.
يوما
تأسست فرقة يوما على يد الثنائي صابرين الجنحاني ورامي الزغلامي، وتعود التسمية إلى كلمة أخ بالأمازيغية. بدأت الفرقة مشوارها بتقديم تجارب ماش أب علي قناة اليوتيوب في 2016، وحققوا شهرة محلية وفي المنطقة بسبب أدائهم الخاطف. قدموا ألبومهم الأول "شورى" والذي تم تسجيله في استديو منزلي، ورغم أدوات الإنتاج التقنية البسيطة إلا أن التجربة كانت واحدة من أبرز إنتاجات الموسيقى البديلة في المنطقة. حققت إصدارات مثل "سماك" شهرة كبيرة وتم استخدامها لاحقًا في مسلسل فتيات الروابي. تناولت مواضيع أغانيهم العائلة والحب والحنين للطفولة محافظين على اللهجة التونسية، ولعب صوت صابرين دورا هامًا في نقل المستمعين إلى حالة غامرة من النوستالجيا. شاركت الفرقة في عروض ومهرجانات مهمة مثل فيزا فور ميوزك في المغرب سنة 2018، كما أطلقت عدد من الألبومات والإصدارات مثل "نجوم" و"نغير عليك".
لاباس
لاباس هي مجموعة موسيقية تدمج بين إيقاعات الرومبا و الفلامينكو مع موسيقى الشعبي في الجزائر، مع تداخل أنواع مختلفة لتقترب أغانيها بعض الأحيان من الأسلوب الغجري. يعني اسم المجموعة "لاباس" بالدارجة الجزائرية "على ما يرام" وهي إجابة عن سؤال كيف الحال، وقد تداخلت اللغات الإسبانية والفرنسية في نصوص الأغاني مع الإبقاء على الدارجة كلغة أساسية الأساسية. استطاع المغني الرئيسي وعازف الجيتار نجم بويزول أن يستند على ثقافته الموسيقية في تطوير صوت الفرقة مع استخدام تأثيرات محلية، وتميّز صوته بأداء استثنائي وجذاب في أغلب الإصدارات. قدَّمت هذه الفرقة مجموعة ألبومات أبرزها "Tout va bien" و"يما"، وحققت أغاني مثل "بابور اللوح" و"الكاس يدور" نجاحًا كبيرًا. شاركت الفرقة بعدد من المهرجانات مثل مهرجان الكناوة بالصويرة، كما من المقرر أن تحيي الفرقة حفلًا هذا العام 2024 في أولمبياد باريس.
بيتويناتنا
أبصرت فرقة بيتويناتنا النور سنة 2011 في مشهد الإندي المغربي، ودمجت بين تأثيرات الروك أند رول والميتال مع عناصر من الموسيقى المغربية. تميّزت الفرقة بأسلوبها الساخر والفكاهي إن كان عبر الكلمات والاستعانة بتفاصيل من ثقافة المغرب، أو في تقديم فيديو كليبات مليئة بالتأثيرات البصرية المسلية. جاءت هذه الفرقة امتدادًا لما سبقها في هذا المشهد من فرق مثل هوبا هوبا سبيريت، خاصة وأن أعضاءها تداخلوا مع هذه المجموعات سابقًا. قدمت الفرقة مجموعة إصدارات غطت قضايا ثقافية ومحلية مثل "لهندية" و"باكية مارلبورو"، كما شاركت في حفلات منوّعة ما كشف عن أدائها الحيّ المتميّز.
Lazywall
ثلاثي روك وميتال عرفوا لدمجمهم آلات شرقية مثل العود والطبلة مع صوت الدرامز، تغني الفرقة بالدارجة والفصحى والإنكليزية، وتغطي بكلماتها مواضيع حساسة مثل تغير المناخ والظلم الإجتماعي. تأثر أسلوب الفرقة بفرق عالمية مثل Led Zeppelin وSystem of a Down، وكانت واحدة من أولى فرق الروك التي تقدم عرضًا على التلفزيون المغربي. شاركت الفرقة في مهرجان البوليفارد سنة 2023، حيث قدمت أغانيها التي حازت على شهرة بسبب الأداء القوي والكلمات الثقيلة مثل "غنفوز اليوم".