اختار توو ليت أن يتخفى خلف قناع ويحتفظ بهويته الحقيقية سرية، لتُساهم هالة الغموض المحيطة به بجذب الجمهور للتعرف على تجربته الموسيقية، ويؤدي ذلك إلى وصوله إلى صدارة قائمة بيلبورد عربية 100 فنان، وتصدره قوائم أعلى 50 أغنية اندي وأعلى 50 أغنية مصري. لكن تجربة توو ليت، بالغناء من خلف القناع، لم تكن جديدة تمامًا في عالم الموسيقى، إذ شهد التاريخ العديد من الفنانين والفرق الموسيقية التي بدأت مسيرتها متنكرة وراء أقنعة أو شخصيات وهمية، ليكتبوا النجاحات العالمية مع الاحتفاظ بهالة الغموض. وإليكم أبرزهم:
دافت بانك
وهي فرقة فرنسية إلكترونية تشكلت عام 1993، وتتألف من الثنائي توماس بانغالتر وغاي مانويل دي هوميم كريستو؛ اللذين اشتهرا بارتداء خوذات على شكل روبوتات منذ بداية مسيرتهما الفنية، ولم يكشفا عن وجهيهما لفترة طويلة، مما جعل الهويات الخفية جزءاً من خصوصية الفرقة، التي قدمت خلال مسيرتها العديد من الأغاني الأيقونية مثل "One More Time" و "Instant Crush".
غوريلاز
تأسست فرقة غوريلاز على يد ديمون ألبارن وجيمي هيوليت عام 1998. وظهرت كفرقة موسيقية افتراضية تتألف من شخصيات رسوم متحركة، حيث كانت هويات الأعضاء الحقيقيين مخفية عن الجمهور. ساعد هذا الأسلوب في إضفاء طابع فريد على موسيقاهم والأغاني التي لاتزال تحظى بشعبية كبيرة، مثل "Clint Eastwood" و"Feel Good Inc".
ذَ ريزيدنتس
في عام 1969 ظهرت فرقة أمريكية تجريبية غامضة، تنشر أغانيها دون أن تحمل اسمًا أو توقيعًا. ولاحقًا أطلقت على نفسها اسم، ذَ ريزدنتس. اشتهرت الفرقة بارتداء أقنعة وأزياء غريبة، وبقيت هويات أعضائها الحقيقية مجهولة حتى اليوم. قدمت الفرقة أعمالًا موسيقية متميزة بتجريبها واستخدامها للغموض كأداة فنية، ومن أشهر أغانيها "Man’s World" و"Third Reich".
سيا
عُرفت المغنية وكاتبة الأغاني سيّا بتغطية وجهها بطرق مختلفة منذ بداية شهرتها العالمية. هدفها كان الاحتفاظ بخصوصيتها بعيداً عن الإعلام، واستمرت في ذلك لفترة طويلة حتى أصبحت هويتها معروفة. ومن أشهر أغانيها "Elastic Heart" و"Chandelier".
سليب نوت
تأسست فرقة الميتال سليب نوت عام 1995، وتميزت الفرقة بأقنعة أعضائها المروعة وأدائهم العنيف. استمرت الفرقة في إخفاء هويات أعضائها لسنوات بعد انطلاقها، مما زاد من غموضها وجذب الانتباه إلى موسيقاها الصاخبة. ومن أشهر أغانيها "Duality" و"Psychosocial".
ديدماوس
بدأ الدي جي والمنتج الموسيقى جويل زيمرمان بممارسة نشاطه الموسيقي وراء قناع ميكي ماوس، وتحت اسم ديدماو5 أو ديدماوس Deadmau5، ليُضفي طابعًا جماليًا على عروضه الحية التي تخفى فيها تحت رأس الفأر العملاق، والذي أصبح أيقونيًا وجزءًا أساسيًا من هويته الفنية. ومن أشهر أغانيه "Raise Your Weapon" و"Strobe".
إم إف دووم
كان الرابر الذي ظهر عام 1999، معروفًا بقناعه المعدني الشهير، مستوحى من شخصية Doctor Doom من عالم الكوميكس. حافظ على هويته الحقيقية سرية لسنوات عديدة، مما أضفى على موسيقاه وشخصيته الفنية طابعًا غامضًا ومميزًا. ومن أشهر أغانيه "Rapp Snitch Knishes".
ذَ نايف
وفي عام 1999 أيضًا ظهر الديو ذَ نايف، الذي اشتهر بموسيقى الإلكترو بوب، وتألف من الشقيقين كارين ودريييه أندرسون. لفترة طويلة، احتفظا بهويتهما مجهولة وظهرا في الحفلات مرتديين أقنعة تخفي وجوههما، مما أضاف عنصرًا من الغموض لعملهما الفني. وأشهر أعمالهم "Heartbeats" و"Silent Shout".
مارشميلو
وفي عام 2015، ظهر الدي الجي ومنتج الموسيقى الإلكترونية مارشميلو، المعروف بارتداء خوذة بيضاء على شكل حلوى المارشميلو. حافظ على هويته سرية لفترة طويلة حتى أصبح معروفًا أنه كريستوفر كومستوك. وإلى جانب إسهاماته في الموسيقى العالمية، كان لمارشميلو إسهامات بالموسيقى العربية في السنوات الأخيرة، بالتعاون مع فنانين مثل عمرو دياب ونانسي عجرم.
مين
وفي العالم العربي، ظهر قبل توو ليت العديد من الفنانين الذين أخفوا هويتهم الحقيقية، مثل فرقة مين، التي نعلم اليوم أن فؤاد يمين كان المغني الرئيسي فيها، ولكن في البداية لم يتم الإعلان عن أسماء أعضائها الحقيقيين، وتم استخدام صور نوستالجية كيتشي مرتبطة بالذاكرة اللبنانية ككفرات لألبوماتهم، كعلب البسكويت لمعامل أُغلقت وأشياء طفولية أُخرى؛ لتُمارس الفرقة نشاطها بتقديم أغاني روك باللهجة اللبنانية، ويَظلّ الجمهور يُكرر اسمها للسؤال عن هويتها: "مين". ومن أشهر أغانيها "عفيفة ليفة" و"مش بس بحبك" و"إنت من وين". فضلًا عن تقديمها كوفرات روك لأغاني تنتمي للجنرات الشعبية الشامية، مثل أغنية "جاية تسنبل ورايي" لعلي الديك.
صنور
نشط الرابر صنور ضمن مشهد الراب المغاربي، وقدم في السنوات الخمس الماضية العديد من الهيتات التي عرفت انتشارًا وجماهيرية كبيرة، كما شارك في عروض وحفلات متنوعة في المنطقة. مع ذلك ما زالت هويته الحقيقية مجهولة، وتثار التكهنات في كل حين حول كونه ينشط كذلك في المشهد بهوية أخرة. اشتهرت على وجه الخصوص في الفترة الماضية من بين أعماله تراك "حكاية" الذي صدرت له فيديو كليب ضم عناصر بصرية ومشاهد مميزة.
فلوس
وبالتزامن مع ظهور توو ليت، ظهر في لبنان مغني مُقنع اسمه فلوس، لكن تجربته لاتزال في طور البداية، ولم يترك بعد أثر يُذكر.
ترك
انطلقت مسيرة ترك بإصدارات رسمية في العامين الماضيين، وجمعت هويته الفنية بين كتابة تراكات الهيب هوب وتحديدًأ الدريل وأدائها، إلى جانب عمله كمخرج في العديد من التراكات التي أخرجها لنفسه أو لرابرز آخرين مثل زياد ظاظا. وبين الشغفين اللذان ينشط فيهما، فإن هويته الحقيقية مازالت مجهولة حتى الآن مع حرصه على الحفاظ على قناعه مع أي إصدار أو ظهور.