لا يزال بو ناصر الطفار يوظف موسيقاه كسلاحه الخاص ضد الصمت، وصدى للرفض في وجه الاستسلام. ومع إصدار ألبومه الجديد "ليمبو"، يثبت من جديد أن الراب بالنسبة له موقف، وانعكاس للكلمة الصادقة، حتى وإن حاول العالم دفنها تحت أكوام من الضوضاء التجارية.
ألبوم بتعاونات متنوعة
يضم ألبوم "ليمبو" 14 تراك بما في ذلك مقدمة وفواصل موسيقية. وشهد تعاونات عديدة، من بينها تراك "قذيفة" مع نور البم، و"إلهي" مع نوح، و"شاتورنغا" مع إباء منذر. أما على مستوى الإنتاج، فقد ضمًّ الألبوم تنوعًا كبيرًا، حيث تعاون بو ناصر الطفار مع نور البم وعلاء الدين وهيلو سايكاليبو والأديب وغيرهم.
"ليمبو" كما يوحي اسمه، ليس فقط محطة ضياع، بل انعكاس لحالة أجيال كاملة، والتي يخشى الرابر أن تذهب طي النسيان.
عينة سبقت الألبوم
قبل شهر من صدور الألبوم، أطلق بو ناصر الطفار أولى عينات الألبوم، "جيرونيمو"، ليكون الإنذار الأول لما هو قادم. العنوان، المستوحى من صرخة التعجّب التي يطلقها المظليون الأمريكيون عند القفز، كان إشارة واضحة إلى أن الألبوم سيحمل جرأة غير مسبوقة.
تداخل في تراك "جيرونيمو" الأفرو بيت مع الإيقاعات الشرقية الدارجة، ليخلق إحساسًا بالغرابة والألفة معًا، بينما تقاطعت كلماته مع إشارات مرجعية لأيقونات المقاومة، من روزا باركس إلى حمزة الخطيب، في بناء لا يخلو من التداعي الحر والصرخة السياسية. وكما هو الحال في العديد من التراكات الأخرى من الألبوم، تتصدر القضية الفلسطينية المشهد.
من هو بو ناصر الطفار؟
رابر لبناني بدأ رحلته مع الراب السياسي والاجتماعي قبل حوالي 15 عامًا. قدّم خلال مسيرته إصدارات متباعدة وقليلة نسبيًا، لكنها حفرت اسمه في مشهد الراب في بلاد الشام، في تراكات مثل "بيروت خيبتنا" مع الراس و"هيكسافوبيا" و"تار". كما أحيا العديد من الحفلات والتقى بجمهور الراب في لبنان وأوروبا وتركيا وغيرها.