في عام 2019، دخلت الفنانة شيرين عبد الوهاب في شراكة مع شركة روتانا للإنتاج، حيث تم توقيع عقد يتضمن تسجيل ألبومين غنائيين، بالإضافة إلى تصوير فيديو كليب لكل ألبوم، وتنظيم ثلاث حفلات غنائية. كان هذا التعاقد خطوة هامة في مسيرتها الفنية، حيث كانت تأمل شيرين في أن يمثل هذا التعاون بداية جديدة تقدم من خلالها أعمالًا فنية مميزة لجمهورها الواسع.
الأغاني والتسريبات: بداية الخلاف
في عام 2021، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث تم تسريب أغنيتين عبر القناة الرسمية لشيرين على يوتيوب. اعتبرت روتانا أن هذا التسريب يشكل خرقًا صارخًا للعقد الموقع بين الطرفين، واتهمت شيرين بالإخلال بشروط التعاقد.
من جانبها، أكدت شيرين أنها لم تكن على علم بحدوث التسريب وأنه تم دون إرادتها، وبالتالي فهي غير مسؤولة عن الحادث. رغم هذا التوضيح، أصرّت روتانا على أن التسريب أضر بمصالح الشركة، ورفعت دعوى قضائية ضد شيرين في المحكمة الاقتصادية في عام 2022، مطالبة بتعويض مالي بسبب عدم الالتزام ببنود التعاقد، خاصة فيما يتعلق بالتسريبات وتأخير طرح الأغاني.
المحكمة تصدر حكمها
في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أعلن المستشار حسام لطفي، محامي شيرين، عن اتفاق الطرفين على فسخ التعاقد بالتراضي، لكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد. ففي مارس/ شباط 2023، أصدرت المحكمة حكمًا لصالح شركة روتانا، وألزمت شيرين بدفع تعويض قدره 8 ملايين جنيه مصري نتيجة لخرق العقد وتأخير إصدار الأغاني، إضافة إلى قضية التسريبات، وقد كان من المفترض بهذا الحكم القضائي أن يكون وضع حدًا للخلاف بعدما دفعت شيرين ما عليها.
عودة شيرين إلى روتانا
رغم الحكم القضائي، أعلنت روتانا في إبريل/ نيسان 2023 عن عودة شيرين للعمل مع الشركة، واصفين إياها بـ "العودة إلى البيت الكبير". كما تم الإعلان عن مشاركتها في حدث ضخم خلال موسم الرياض بعنوان "صوت إحساس العرب"، مما عُد بمثابة فرصة جديدة لشيرين في عالم الفن، خاصة في ظل ما واجهته من تحديات قانونية.
تأخير في إصدار الأغاني
مع مرور الوقت، ظهرت علامات استفهام حول تأخر طرح الألبومات الجديدة لشيرين، وأشارت شيرين أن التأخير من طرف روتانا. في مايو/ أيار 2024، صرحت روتانا أنها لم تتسلم أي أغنيات جديدة من شيرين، مما أثار القلق بين جمهورها حول مصير الألبوم المنتظر.
حذف أغاني شيرين
في أغسطس/ آب 2024، أطلقت شيرين حسابًا جديدًا على موقع إكس، وذلك بعد فقدانها السيطرة على إدارة حساباتها الرسمية. نشرت شيرين صورة من جلسة تصوير حديثة وأثارت حماس جمهورها حول مشاريع غنائية جديدة. ومع ذلك، لم يكن لهذا التصرف أن يمر بسهولة، حيث أصدر مسؤولو روتانا بيانًا صحفيًا أكدوا فيه أن عقد شيرين مع الشركة لا يزال ساريًا، وبالتالي لا يحق لها التعاقد مع شركات أخرى دون موافقة روتانا.
ورغم هذا التحذير، قامت شيرين بنشر أغنيات ألبومها الجديد على مواقع التواصل الإجتماعي وموقع يوتيوب. لكن روتانا قامت بحذف هذه الأغاني، معتبرة أن ذلك يعد خرقًا للعقد. نتيجة لهذا الحذف، تقدمت شيرين بشكوى رسمية ضد روتانا، مؤكدة أن عقدها مع الشركة قد انتهى بعد دفعها للشرط الجزائي.
الجدل حول انتهاء العقد
من جهة أخرى، نفت روتانا أن عقد شيرين قد انتهى، موضحة أن المبلغ المدفوع كان متعلقًا بتأخير تسليم الأغنيات وتسريبها، وأنه لا يؤثر على سريان العقد. أكدت روتانا أن العقد لا يزال ساريًا، وهو ما يثير مزيدًا من الجدل في الأوساط الفنية.
يترقب الجميع الحكم النهائي في القضية، حيث من المقرر أن يتم النطق بالحكم في الدعوى المرفوعة من شركة روتانا ضد شيرين في 3 فبراير/ شباط 2025. ما زالت القضية تثير الكثير من الأسئلة والتوقعات بشأن مستقبل العلاقة بين شيرين وروتانا، وكيف سيؤثر ذلك على مسيرتها الفنية.