يصادف اليوم عيد ميلاد مروان بابلو، أحد أهم الرابرز في المشهد المصري، والأب الروحي للتراب كما يلقب نفسه. لكن، وقبل ظهور بابلو على الساحة بموسيقاه وشخصيته الحالية، ساهمت عدة عوامل وطرق سلكها ليكون "البابلو واحد ملوش بديل".
غالبًا ما تأتي مع فترة المراهقة العديد من التساؤلات الوجودية والبحث عن ذواتنا. هذا ما حصل مع مروان الذي بدأ بإصدار أغانيه في تلك المرحلة تحت اسم داما، ففي العام ٢٠١٥ لفت أنظار جمهور الراب من خلال أسلوب كتابته. قدّم من خلال شخصية داما حوالي ٢٥ تراكًا بأضعف الإمكانيات الإنتاجية كزئبق و ميدوسا ونسخة واحدة، بل وتعلم الإنتاج الموسيقي ليسهُل عليه تسجيل الكلمات التي قد تراوده كلما أراد. في نهاية المطاف، اختفى داما من الساحة الفنية بشكل مفاجئ.
تحدَّث مروان في أحد اللقاءات عن معاناة كونه من منطقة شعبية في الإسكندرية وهي الحضرة، لكنه كان يرتاد في الوقت ذاته مدرسة لغات مرموقة، ولأن شخصيته مختلفة، لم يكن من السهل عليه الاندماج في أيٍّ من المكانين، فكانت الموسيقى هي متنفسه الوحيد. تطوّرت شخصيته ومفرداته طوال فترة انقطاعه، وقرر التخلّص من داما وإخفائه تمامًا. عاد إلى الساحة الفنية في عام ٢٠١٨، تحت اسم مروان بابلو -نسبة إلى بابلو بيكاسو- من خلال أغنية الغلاف وأوزوريس. استدعت الشخصية الجديدة صورة تتكامل معها، فاهتم بإنتاج فيديو كليبات مختلفة، وتابعنا فيديو فولكلور مع مجموعة الدب البارد من إخراج وتصوير ومونتاج سبيكو. منذ أول لقطة، يؤدي بابلو فارضًا كاريزما جذّابة واستثنائية يصعب تجاهلها.
تعاون بابلو عام ٢٠١٩ مع المنتج مولوتوف للمرة الأولى في تراك الجميزة، وقدما فيه موسيقى المهرجانات في إطار بدا أكثر تطوّرًا مما عهدناه من ذي قبل. صاحب التراك فيديو تحول إلى تريند على جميع منصات السوشيال ميديا، فتناوله المعجبون والكارهون على حدٍّ سواء. لم يكترث بابلو كثيرًا بأن يحظى بإعجاب الجمهور مباشرة أو مع كل إصدار، فكان إيمانه بموهبته كافيًا بالنسبة إليه. تكرَّر تعاونه مع مولوتوف في تراك فري الذي شكل مع فيديو كليبه نقلة نوعية في مسيرته وفي السين المصري على حدٍّ سواء.
تبع ذلك إعلان بابلو اعتزاله لمدة لم تتجاوز السنة، ليعود بخطوات ثابتة عام ٢٠٢١ ويصدر الألبوم القصير كنترول المكون من خمسة تراكات أنتج أربعةً منها، فيما أنتج هادي معمر التراك الخامس دون. بدأ بابلو بذلك عهدًا جديدًا من خلال تكوين ثنائي ناجح مع هادي عبر تراكات حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا مثل بربري وراكور والحلال. فيما يترقب محبو بابلو بحماس ألبومه القادم، ومن المتوقع صدوره قريبًا بعنوان آخر قطعة فنية.