أطلقت فرقة أدونيس اللبنانية اليوم ألبومها الرسمي السابع، "وديان"، والذي يُعد بمثابة محطة جديدة في مسيرة الفرقة التي لاتزال منذ 14 عامًا تواصل التجريب الموسيقي.
يحمل الألبوم، المكوّن من 12 أغنية، طابعًا دراميًا وسرديًا، مستوحى من تقلبات الحياة وصراعاتها، حيث تتداخل فيه الصور الطبيعية مع التجربة الإنسانية، فيتّخذ من الوديان والسفوح والقمم استعارات لحالات شعورية عميقة.
لهجات وجنرات فرعية متنوعة
يُحافظ الألبوم على الهوية الأساسية للفرقة، التي تتسيد مشهد الإندي روك الناطق باللهجة اللبنانية، مع انفتاح على أنماط موسيقية جديدة. يظهر ذلك جليًا في أغنية "ما اعرفها" التي تعتمد على موسيقى الآر-آند-بي، وأغنية "الطريق السريع"، التي تقدم بوب من الطراز الباروكي، حيث تتداخل موسيقى البوب الهادئة مع عناصر أوركسترالية غنية.
يحتفي "وديان" بالتنوع، لا في الألحان فقط، بل في اللغة واللهجة أيضًا، كما في التداخل بين اللبنانية والأردنية، في تعبيرٍ عن أثر الأمكنة والعلاقات على بنية العمل الفني. ويُعد الألبوم ثمرة تعاون إنتاجي واسع مع موسيقيين من خلفيات ثقافية متعددة، أبرزهم المنتج الأردني عمرو الشوملي، إلى جانب تَيم وروبير الأسعد من لبنان.
حكايات شخصية من أدونيس
ويواصل أعضاء فرقة أدونيس؛ أنطوني خوري ونيكولا حكيم وجويي أبو جودة وجيو فيكاني، مسارهم بتقديم تجربتهم الفريدة بلغة شبابية معاصرة، تتفاعل مع التحولات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي، دون أن تتخلى عن الجذور والهوية.
يحمل الألبوم أيضًا طابعًا شخصيًا وإنسانيًا، فيحيي ذكرى الراحلين ويستقبل القادمين الجدد، كما في معزوفتي "جانو" و"تيمو"، التي ترتبط بحكايات شخصية لأفراد من عائلة أنطوني - أحد أعضاء الفريق- في رمزية تحتفي بالحياة والموت، وتؤكد استمرار الإرث الإنساني والفني رغم مرور الزمن.
يُذكر أن آخر ألبومات أدونيس كان "حديث الليل" سنة 2022، وخلال المدة الماضية كانت الفرقة قد أصدرت العديد من الأغاني المنفردة، آخرها "بعد عناّ" التي صدرت في نهاية 2024.