بعد انطلاق شهرتها إثر تقديمها كوفرات مميزة حظيت بشعبية شديدة قبل ثلاث سنوات، بدأت الإصدارات الفردية في مسيرة زينة عماد لتكشف عن مشروع موهبة تمتلك كل مقومات النجومية. ما بين أغنيتين خليجيتين متباعدتين، ثم إصدارها أغنية الوردة البيضاء باللهجة المصرية التي أطلقت مسيرتها، ثم وقوفها على المسرح أمام عمالقة الأغنية العربي؛ أظهرت زينة تمكنًا صوتيًا، وانسيابيةً في الأداء، وثقةً في الغناء الحي أمام الجمهور، لتشعرنا أنها كانت هنا وسط المشهد الموسيقي في المنطقة منذ مدة طويلة.
في أغنية زينة الجديدة حبيته ,الصادرة قبل أيام، رومنسية تليق بصوتها، وعناصر لحنية وتوزيعية كثيرة مستلهمة من أجمل ما في الأغنية الخليجية الحديثة، وبالتحديد من خصائصها في بداية الألفينات. نسمع من بين هذه الخصائص، الغناء الجماعي الذي يفتتح الأغنية عوض أن يؤخر حتى اللازمة، ليبدو هذا الافتتاح كتقدمة لصوت المطرب الذي يأتي لاحقًا ،على مبدأ أن الثقل صنعة. كذلك، يتخلل التوزيعات صوت الساكسفون الذي يعلو الإيقاعات الخليجية التقليدية بين الحين والآخر بمزيج متناقض ولكن ممتع، كخليط نكهات الحلو والمالح في بعض أنواع الحلويات. كنا قد استمعنا في الماضي لأسطر ساكسفون من نفس الستايل في توزيعات بعض أغنيات حسين الجسمي وراشد الماجد وغيرهم. لحّن الأغنية الموسيقي الشاب فيصل المحمد الذي بدأ مسيرته مؤخرًا بتقديم بالتلحين لفنانين خليجيين آخرين حينًا، وتلحين أغنياته الخاصة التي يؤديها بنفسه في أحيان أخرى.
أما كلمات الأغنية التي وضعها محمد الغرير، فتحكي عن رومنسية الوقوع في الحب بالمصادفة التي لا نتوقعها، بل ترتبها الأقدار لنا: "أقدار واجد جمعت قلبين/ وش فيها يعني إن جاني وجيته؟ / والحال هذا ما يبي تخمين/ ما كنت أحبه بس حبيته" لتغني زينة عن التسليم بالنصيب الجميل وأشواقه المفاجئة، بنعومة لا تخفي قوة وتمكن صوتها، بل تصبغه بأنوثة وخجل يناسب أغنية الحب هذه.