تأثّرت سلطنة عُمان بسبب موقعها الجغرافي بأنواع مختلفة من الثقافات منها الأفريقية والآسيوية، لكنها شكلت مشهدًا موسيقيًا متميزًا له خصائص مرتبطة بالممارسات الحياتية والاجتماعية. قد تختلف الأساليب الموسيقية من منطقة إلى أخرى حسب التضاريس الصحراوية والبحرية، لكنها تشكّل معًا موروثًا غنائيًا مشتركًا.
تتميّز الموسيقى الشعبية في عُمان بآلات تقليدية، ترتبط بالأنشطة المختلفة مثل الزراعة والصيد والبحر، وتُعزف في الأعراس والمناسبات الاجتماعية. تُستَقى مواضيعها من التجارب اليومية، مثل الطبيعة والروابط العائلية والأحداث التاريخية، لتروي الروتين والطقوس والأفراح البسيطة التي تشكل العمود الفقري للشعر الغنائي.
تُعتبر آلة الجم واحدة من أقدم الآلات التقليدية التي خرجت من المدن الساحلية، وهي عبارة عن صدفة يتم ثقبها من الجانب ولا تصدر سوى نغمة واحدة، ويعرض المتحف العماني واحدة منها تعود إلى ٤٠٠ سنة قبل الميلاد. أما البرغوم فهو آلة نفخية مشابهة للجم في وظيفتها من حيث إصدار نغمة واحدة تدعم الإيقاع، ويستخدم في أنواع مختلفة من الفنون مثل الرزحات والعازي، التي تحمل ثيمات الفخر وحب الوطن. تمثل الآلات الوترية أيضًا قلب الفنون الشعبية في عُمان، وتعتبر آلة القبوس واحدة من أهمها، حيث تحمل أربعة أوتار وينقر عليها بريشة، كما تستخدم الطنبورة والتي تعتبر آلة تقليدية إلى جانب الربابة.
تتضمّن معظم الأنواع الموسيقية عددًا كبيرًا من آلات الإيقاع، حيث تستخدم النساء الصاجات والدفوف، لتواكب عازفي الطبول. ما يميز الإيقاع فعلًا هو اختلاف الطبول وأشكالها مثل المرواس والطبل الرحماني والكاسر، لتقدم أنواعًا مختلفة من الإيقاع من البسيط إلى المركب والأعرج.
كذلك، يشكّل الرقص عنصرًا إيقاعيًا فعالًا في الفلكلور العماني، وتتميز كل منطقة برقصتها التقليدية مع الموسيقى. يعتبر فن طبل النساء من أشهر الفنون الراقصة وتتم تأديته في الاحتفالات والأعراس. تتكون الفرقة الموسيقية من المغني الذي يقدم أشعار الغزل والفرح والمدح، بالإضافة إلى عازفي وعازفات الطبول والآلات الوترية مثل العود والربابة. ترافق الإيقاع رقصات ثنائية للنساء في منتصف الجلسة.
كما يحتفل فن الشبّانية أو الشوبانية، والذي يعتبر من فنون البحر، بالعائدين من سفر طويل، حيث يشارك البحارة وعائلاتهم بالغناء والرقص.
يحمل نسيج الموسيقى الشعبية العمانية أكثر من مئة نوع مختلف، يساهم في توثيق الحياة اليومية وتاريخ هذه المنطقة. تقف هذه الأساليب برقصها الحماسي وتنوعاتها الإقليمية بمثابة شهادة حية على التراث العماني الذي تتناغم فيه التقاليد مع الحداثة.