في فيديو قصير، يظهر تايلر ذا كريتور بقناع أسود يجمع بين أسلوب أفلام الرعب وقوات العمليات الخاصة، حيث يدخل مجموعة من المقنعين كونتينر في الصحراء. تتغير الإضاءة لتبدو كضوء كروما قديم، ثم تُفجر يد خفية هذا الكونتينر لتعود الصورة إلى الألوان الطبيعية.
بهذا الفيديو، أعلن تايلر ذا كريتور عن اقتراب إصدار ألبومه الجديد بعنوان "Chromakopia"، وهو فصل جديد من تجربته الموسيقية التي بدأها بألبوم "Flower Boy" عام 2017، وتبعه "IGOR" عام 2019 و"Call Me When You Get Lost" عام 2021، وقد حصل الألبومان الأخيران على جائزتي جرامي متتاليتين كأفضل ألبوم.
نقدم لكم أبرز 9 ملامح من هذا المشروع الجديد ألبوم "Chromakopia"، بعد صدوره في 26 أكتوبر / تشرين الثاني 2024.
مرحلة جديدة وتايلر جديد
الألبوم الجديد، الذي يعني عنوانه "Chromophobia" رهاب الألوان، هو عمل مفاهيمي كما هي عادة تايلر في إصداراته الأخيرة. يتناول الألبوم تحديات الشهرة وآثارها السلبية على الفنان، وكيف يسعى لحماية نفسه من هذه الآثار. لذا، نجد أن تايلر في جميع المواد البصرية للألبوم يحاول التنقل بين منطقة الأبيض والأسود الباهتة، ساعيًا للهروب نحو الألوان الساطعة والواضحة.
خلال الألبوم، يسعى تايلر لتفكيك مفهوم الشهرة ودفع نفسه والفنانين الآخرين إلى مبدأ قبول أنفسهم وتطبيق أفكارهم كما يريدون. بالإضافة إلى ذلك، يواجه تحدي النضج فهو يبلغ في هذا الألبوم 33 عامًا، مما يعكس مزيجًا من الشهرة ومسؤوليات الإنسان الراشد، والتي تتغير معها أفكاره وأولوياته في الحياة.
لكل شاب فترة نضج
يقدم تايلر ذا كريتور تجربته في الألبوم في قالب سردي متماسك. يبدأ بدخول مباشر وصادم، حيث يختصر مشاكله في جملة واحدة تتضمن بارانويا الشعور بالمؤامرة والقلق والإحساس بانتهاك الخصوصية والرغبة في الهروب، بالإضافة إلى الخوف من الإنجاب وتحمل مسؤولية الأبوة، وذلك في أغاني مثل "St. Chroma" و"Noid" و"Darling, I".
ثم تتجه نبرته نحو استعادة الثقة والتبجح في أغاني مثل "I Killed You" و"Sticky"، حيث يتبنى أسلوبًا شبه مونولوجي يتناول فيه طفولته ومشاكله وبداياته، بالإضافة إلى علاقته بالمجتمع الفني وأمه وعلاقته الضعيفة مع أبيه. هذا التوجه يتضح في بقية الأغاني مثل "Tomorrow"و "Like Him" و"Balloon"، وخاصة في "Take Your Mask Off" حيث يمثل هذا الأخير نقطة حل العقدة، وتختتم سرديته بشكل واضح في أغنية "I Hope You Find Your Way Home".
بارات ذكية وساخرة
طعم تايلر تلك السردية ببارات مميزة تحمل حس الفكاهة، مثل "I Popped like a Cha-Ching"، حيث يؤديها بصوت يشبه ماكينة النقود. وتحدث مع نفسه قائلًا: "Stop Impressin the dead"، أي لا تحاول إبهار الأموات. كما استخدم تصويرات مبالغ فيها لوصف حالة البارانويا، مثل "I gotta canon underneath the bed". بالإضافة إلى ذلك، استعمل المتناقضات في عبارة "I wasn't living right, until they told me what was left"، وعبر عن انتمائه للطبقة الوسطى من خلال وصف "Middle Class money".
المزيد من التجريبية المعتادة
يتميز الإنتاج الموسيقي في الألبوم بالتجريب حيث يمزج بين عدة جنرات مثل البانك روك والجاز والسول والبلوز. حتى في أغاني الهيب هوب، استخدم تايلر سامبلز من أغاني بوب مثل "Drop It Like It's Hot" لفاريل ويليامز وسنوب دوج في أغنية "Darling, I"، ولحن السونيك الشائع في تراكات الفري ستايل بمدارس الأولد سكول في "Rah Ta Ta". أمّا المفاجأة الكبرى كانت باستخدام سامبل من لحن أغنية "Nizakumbanga Ngozi" لفرقة نجوزي من ألبوم "45,000 Volts" الصادر عام 1977 في تراك "Noid". حافظ تايلر أيضًا على المؤثرات الصوتية المعتادة مثل دق الأقدام الصاخب وأصوات الكلاب والقردة بالإضافة إلى أصوات الراقصين المرتبطة بالرقصات الأفريقية التقليدية.
هوية بصرية متقنة
من خلال شخصية "Chroma the Great"، الذي يرتدي زي عامل خدمات فنادق ويظهر بقناع أسود يمزج بين أقنعة أفلام الرعب وقوات العمليات الخاصة، يعبر تايلر ذا كريتور عن عالمه الجديد المليء بالأبيض والأسود. يستوحي بشكل كبير من سردية كانييه ويست البصرية حول الشهرة، خصوصًا في كليب "Noid"، حيث يقتبس لقطات معينة من كليب "Runaway" لمشاهد السيارة في الطريق الواسع أو الركض بهلع. طوال الفيديوهات الأخرى، سواء الترويجية للألبوم أو كليب "Thought I Was Dead"، يظل "Chroma the Great" قائد المجموعة رغم زيه كعامل بالفندق، مما يعكس صعود الطبقات الوسطى المتعلمة وتأثيرها على الرأي العام والشهرة.
كذبة ذا كريتور
تعتبر المشاركات في هذا الألبوم من أغرب المشاركات التي شهدتها ألبومات الهيب هوب، حيث يشبه إلى حد كبير التوظيف المسرحي للممثلين الثانويين. باستثناء والدته بونيتا سميث، التي تلعب دورًا واضحًا في الانتروهات والأوتروهات كموجهة له، تعبر عن صوت السعي لإرضاء الأم كنوع من النضج.
تشارك كل من جلوريلا وسكسي ريد بفلوهاتهم في تراك "Sticky"، وسكول بوي كيو في تراك "Thought I Was Dead"، مما يساهم في التعبير عن التبجح كمساحة فاصلة بين حالة البارانويا والقلق. رغم قوة أسماء الضيوف، فإن مشاركاتهم تقتصر على عدد قليل من البارات أو تقتصر على الكورسات، حيث يأتي ليل واين وتشايلدش غامبينو وويلو وتيزو وتاتش داون ودانيال سيزر وحتى بيبي كيم، ليقوموا بأدوار تكميلية في التراكات.
تايلر اختصاصي التسويق
تعتبر حملة دعاية ألبوم "Chromakopia" نموذجًا مبتكرًا لخلق زخم حول منتج موسيقي قبل صدوره، وهي ظاهرة افتقدتها الساحة الهيب هوب الأمريكية لسنوات. ابتكر تايلر شخصية "Chroma the Great"، وخصص شاحنات باللون الأخضر النيون تجوب شوارع بعض الولايات، تحمل عنوان الألبوم. تضمنت الحملة أيضًا أزياء خاصة بالألبوم وجولته الموسيقية المقررة في عام 2025. عند طلب الفينيل الخاص بالألبوم، يحصل المعجبون على مسار إضافي في تراك "Thought I Was Dead" بالتعاون مع الرابر بلاي بوي كارتي، وقد يوصله لك تايلر بنفسه. كما نظم تايلر حفلة في أتلانتا بلغت قيمتها خمسة دولارات فقط، مما جعلها تتصدر الترند على منصات التواصل الإجتماعي.
ضيوف من المشاهير مجددًا
تتميز كليبات ذا كريتور دائمًا بظهور العديد من المشاهير من مجالات الترفيه المختلفة. فقد ظهر في كليب "EarFQuake" تريسي إليس روس، بينما تألقت كيندال جينر في تراك "I Think". كما كان لكل من فاريل ويليامز وترافيس بينيت وآيساب روكي حضور في تراك "See You Again". وفي الألبوم الجديد، ينضم إليهم الممثلة آيو إيديبيري في كليب "Noid".
جولة الكروما العظيم
أعلن تايلر عن جولة للترويج للألبوم "Paris - Texas" وسيرافقه ليل باتي. ستشمل الجولة عدة ولايات أمريكية ومدن أوروبية مثل ميلان وزيوريخ ولندن، بالإضافة إلى أبرز المدن الأسترالية مثل سيدني وملبورن. تبدأ الجولة في فبراير / شباط 2025 وتنتهي في ديسمبر / كانون الأول. كما يُتوقع أن يحل تايلر كضيف في مهرجان ساوند ستورم بالرياض في ديسمبر / كانون الأول، حيث سيؤدي الألبوم الجديد إلى جانب تراكات أيقونية أخرى.