يا حلو الصوت: حنين الشاطر و"أعظم انجازاتها"

ورثت حنين الشاطر جمال الصوت من والدها، الذي اكتشف موهبتها منذ طفولتها، وكانت بدايتها في عالم الغناء من خلال الكوفرات، شأنها شأن العديد من الفنانين الصاعدين حاليًا. تميزت بخامة صوتها الفريدة التي مكنتها من أداء الأغاني الطربية ببراعة.

ووفقا لقناتها الرسمية على يوتيوب، كان أول كوفر مصور قدمته حنين هو أغنية "موجوع قلبي" عام 2019، عندما كانت تبلغ من العمر حوالي 14 عامًا. واصلت تقديم الكوفرات حتى وإن كان ذلك على فترات متباعدة، قبل أن تطرح أولى أغنياتها الأصلية "كله ذوق" عام 2022، وهي في السابعة عشرة من عمرها. الأغنية من كلمات محمد جابر وألحان أحمد راجح، وهي أغنية تفيض بالحب والمشاعر الدافئة، ورغم أن الأغنية لم تحقق نجاحًا كبيرًا إلا أن ذلك لم يزدها سوى ايمانًا بموهبتها.

كان نشاط حنين ملحوظًا بشكل أكبر عبر صفحتها الشخصية على تيك توك، حيث أدت الأغنيات الطربية بمشاركة والدها، الأمر الذي أظهر قدر كبير من التناغم والمحبة بينهما، وجذب اهتمام الجمهور بشكل كبير. حققت مقاطعها مع والدها ملايين المشاهدات، وكان من أبرزها أغنية "على حسب وداد" التي حصدت أكثر من 5 ملايين مشاهدة.

في سن الثامنة عشرة خاضت تجربة استثنائية بمشاركتها في الموسم الأول من برنامج "إكس فاكتور"، حيث تألقت منذ لحظاتها الأولى على المسرح، لافتة انتباه لجنة التحكيم بأدائها المتميز، وثقتها بنفسها، وبالطبع صوتها الفريد. نالت إشادة الحكام راغب علامة وأنغام وعبدالله الرويشد، الذين منحوا أصواتهم لها وأثنوا على موهبتها. وصفها راغب بأنها تمتلك المقومات التي تؤهلها للوصول إلى المراحل النهائية، وهو ما أثبتته بأدائها القوي طوال الموسم. حصدت إعجاب الجمهور الذي دعمها بتصويته حتى توجت بلقب "إكس فاكتور" في موسمه الأول عن جدارة.

بعد فوزها باللقب، استُضيفت حنين في العديد من البرامج التلفزيونية، حيث شاركت قصتها، وأكدت على موهبتها، ما ساهم في زيادة شعبيتها وإعجاب الجمهور بها. 

ساعدها صوتها الطربي في تقديم العديد من العروض الحية، وكان أبرزها مشاركتها في مهرجان الموسيقى العربية العام الماضي على مسرح دار الأوبرا المصرية، حيث أدت مجموعة من الأغنيات الخالدة لفنانين الزمن الجميل، من بينها "اسمعوني" لوردة و "كان يا مكان" لميادة الحناوي.

كما عادت حنين إلى مسرح "إكس فاكتور" في موسمه الثاني العام الماضي، ولكن هذه المرة كضيفة وفائزة سابقة وليس كمشتركة. قدمت أداء حيًا أذهل الحاضرين وظهر الانسجام على راغب علامة خلال غنائها، خاصة وأنه أول من آمن بموهبتها كما أنها كانت ضمن فريقه في الموسم الماضي.

في عام 2024 أصدرت حنين ثلاث أغان أصلية، بدأتها بأغنية "دندنة" وهي أغنية حب مبهجة بإيقاع المقسوم، تتغنى فيها بحالة العشق التي تعيشها. كتب كلماتها مصطفى حسن ولحنها مصطفى العسال، لكنها لم تُطرح بفيديو كليب حيث اكتفت حنين بنشر صورة لها مرفقة بكلمات الأغنية.

أما ثاني أعمالها فكان مختلفًا تمامًا عن أسلوبها المعتاد، حيث قدمت أغنية "المستشفى"، التي تناولت فيها موضوع الغدر والمصالح الشخصية. جاءت الأغنية أقرب إلى النمط الشعبي مقارنة بما اعتادت تقديمه من بوب وطرب، مما جعلها تجربة جديدة ومختلفة في مسيرتها.

لكن انطلاقتها الحقيقية جاءت مع أغنيتها الثالثة "أعظم إنجازاتي" التي حققت ملايين المشاهدات وكانت بالفعل أعظم إنجازاتها حتى الآن. تجاوزت الأغنية 14 مليون مشاهدة على يوتيوب في أربعة أشهر فقط، رغم عدم تصوير فيديو كليب ترويجي لها، إذ اعتمدت حنين بشكل أساسي على صفحتها الشخصية على التيك توك للترويج لها،  تفاعل المتابعون معها بقوة وانتشرت الأغنية على نطاق واسع، حيث استخدمها الآلاف في مقاطعهم الخاصة.

"أعظم إنجازاتي" هي أغنية رومانسية رقيقة، تصلح حتى لفقرة الرقصة الأولى في حفلات الزفاف، بفضل كلماتها التي تفيض بالحب والحنان والتي كتبها عليم ولحنها بإحساس عالي مصطفى العسال. ورغم طابعها العاطفي إلا أنها حملت أبعادا أعمق، حيث يمكن أن تعبر عن مشاعر الحب من أم لأبنائها أو من ابنة لوالدها، كما أظهرت حنين ببراعة عندما غنتها مع والدها في أحد الفيديوهات، مما زاد من ارتباط الجمهور بالأغنية. 

وقد استطاعت حنين بفضل هذه الأغنية دخول قائمة بيلبورد عربية هوت 100 للمرة الأولى في المرتبة 77 في أسبوعها الأول في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبقيت على القائمة لـ 9 أسابيع متتالية. أما على قائمة 100 فنان فدخلت كذلك طوال 9 أسابيع ووصلت أعلى مرتبة في المركز 78 وأصبحت من بين الفنانين الأصغر سنًا الذين ظهروا على القائمة.

ورغم النجاح الكبير الذي حققته "أعظم إنجازاتي" لم تقع حنين في فخ التكرار، بل اختارت مسارًا مختلفًا تمامًا في مستهل عام 2025. افتتحت إصداراتها لهذا العام بأغنية حزينة عن الاشتياق بعد الفراق، ممزوجة بمشاعر الندم على علاقة حب انتهت حملت عنوان "معرفتش قيمتك".

كتب كلماتها أحمد جابر ولحنها مؤمن عمارة، وتميزت موسيقاها بطابع درامي قوي حيث تصاعدت الوتريات والدرامز تدريجيا الأمر الذي أضفى على الأغنية طابع عاطفي عميق. كما برز الكمان بشكل لافت مقدما عزفا منفردًا ومؤثرًا مع اقتراب نهاية الأغنية ليزيد من جرعة الإحساس والحنين التي تشعر بها. 

يتركنا هذا التنوع فيما تقدمه حنين إلى جانب موهبتها وتمكنها الأدائي، أمام مشروع نجمة في عالم البوب، فرضت وجودها بالفعل وقد رأيناها تسجل حضورها على القوائم في سن صغير، ونترقب أن تواصل تعزيز مكانتها في السنوات القادمة.