تتزايد شعبية زهير بهاوي يومًا بعد يوم، ويُثبت مع كل إصدار جديد أنه بات رقمًا صعبًا في البوب المغاربي، ليُحقق بكل مرة أرقام مُشاهدات عالية تشهد على نجوميته، والأهم من ذلك أن لأغانيه قدرة على الاحتفاظ ببريقها ومقاومة الزمن؛ حيث ما زالت أغنيته دكابوطابل التي أصدرها عام ٢٠١٨ حاضرة في قائمة بيلبورد عربية هوت ١٠٠، ويسبقها بمرتبة واحدة ديو Follow، الذي أصدره في الصيف الماضي بالتعاون مع هند زيادي.
أغنية Follow، التي تتداخل فيها اللغات الإنكليزية والإسبانية والمغاربية، أصدرها الثنائي زهير بهاوي وهند زيادي وسط الشائعات المتزايدة حول وجود علاقة حب تجمعهما؛ والتي لا تستند لأي تصريحات أو معطيات حقيقية، باستثناء الكيمياء والتناغم الأدائي الكبير بينهما؛ حيث جاءت الأغنية لتتوج الشراكة الموسيقية بين الثنائي الممتدة لأربعة أعوام، حين التقيا في حفل زهير بهاوي بمهرجان موازين، الذي استضاف فيه هند زيادي بشكل مفاجئ، ليغنيا معًا أغنية الخبز والماء للراحل الشاب عقيل وناريمان. حينها تفاعل الجمهور معهما بحرارة، ليحفزهما ذلك على الالتقاء مجددًا، ليؤديا كوفَر الخبز والماء في العديد من المناسبات، بالإضافة لمشاركة هند بأداء بعض أغاني زهير الشهيرة، مثل دينيرو؛ لتأتي Follow أخيرًا كأول إصدار مشترك لهما معًا.
تنتمي Follow إلى حالة المد الغنائي عابر الحدود التي تشتهدها الأغنية المغاربية الآن، حيث تتلاقى الهوية الثقافية الأصيلة وأساليب الأداء في الأغاني المغاربية مع التيارات الموسيقية السائدة الحديثة في المنطقة، ولاسيما تيار الأفرو بوب بما يحمله من خصال وتقاربات مع البوب اللاتيني، مع عدم تجاهل وضوح أثر النغمات والإيقاعات الأوروبية الآتية عبر مضيق جبل طارق. بذلك تظهر Follow كلوحة موسيقية غنية بتنوع مصادرها الموسيقية، يكرّس ميزة التنوع فيها التباين في أساليب الأداء بين زهير بهاوي الذي يختزل بصوته تأثيرات موسيقى الراي الجزائرية والمغربية، وهند زيادي التي اكتسبت خبرتها بأداء الأغاني العربية الطربية خاصةً مع انطلاقتها ضمن النسخة العربية من برنامج المواهب ذَ إكس فاكتر.
يقابل التنوع في الأصول الموسيقية تنوع لغوي فريد كذلك. تفتتح الأغنية بمقطع كامل باللغة الإنكليزية، يتلوها مقاطع باللهجة المغاربية وبتداخلات عابرة من اللغة الإسبانية، فيما تجمع بعض الجمل مفرداتها من ثلاث لغات مختلفة، مثل: "Porque حيدتي ليا الـ follow" أو "Amore أنا اللي غالط معاك I am sorry". قد يوحي ذلك أن تلقي الأغنية يشترط معرفة باللغات الثلاث، بالحدود الدنيا على الأقل؛ لكن ذلك غير دقيق، فالأغنية بتنويعاتها الثقافية، موسيقيًا ولغويًا، تبدو حيوية جدًا وممتعة، وحتى وإن كان المستمع لا يعرف أي كلمة باللغات الثلاث، سيتمكن على الاقل من الاستمتاع بجماليات الموسيقى في الأغنية، وستصله حالة الحب الطاغية فيها.
أما أغنية دكابوطابل، فكانت الأغنية التي رفعت زهير بهاوي إلى أعلى درجات النجومية قبل ست سنوات. جاء عنوانها بالفرنسية Décapotable، ويعني القابل للتحويل، وقد كتب كلماتها ولحّنها زهير بهاوي بنفسه، ووزعها بلال أفريكانو. تتميز الأغنية بالبيت الرشيق وأداء زهير الحيوي، الذي يبعث جرعة كبيرة من الطاقة، جعلت الجمهور العربي يتفاعل معها مُتجاوزًا كل الحواجز اللغوية.
