تشهد الساحة الموسيقية في المنطقة تنوعًا متزايدًا في الأصوات والأنماط، مع إصدارات حديثة تعكس توجهات فنية جديدة وتجارب شخصية صادقة. من الراب الغاضب والجاد، إلى النيو-بوب الحالم والإندي التجريبي، مرورًا بإعادة إحياء الأغاني التراثية بروح معاصرة، يجمع هذا الأسبوع بين طاقة التجريب و دفء النوستالجيا.
فريزي - NVM
افتتحت فريزي إصداراتها لهذا العام بتراك "NVM"، الذي جمع بين تأثيرات الموسيقى الإلكترونية وإيقاع قريب من الأسلوب التجريبي، وانتهى بإيقاع يميل إلى التكنو، من إنتاج ستريز. تنقلت فريزي بين أنماط فلو متعددة انسجمت مع التغيّرات الإيقاعية، في أجواء مشحونة بالطاقة ومائلة إلى السوداوية في الوقت نفسه. وكانت فريزي قد قدّمت خلال العام الماضي أنماطًا موسيقية متنوعة، من بينها الفانك في "بلاكا"، والتراب في "لو كوست".
شب جديد - صاحبي
أطلق شب جديد تراك "صاحبي" بالتعاون مع تسجيلات بلاتنم. تميز العمل بطابع تعبيري جريء، تأرجح بين نبرة ساخطة وأخرى حادة، عبّر من خلاله عن حالة من الخيبة والغضب تجاه صديق يبدو أنه خذله. جاء الإيقاع مختلفًا عن الأنماط المعتادة في أعماله السابقة، بإحساس خام وغير متوقّع، يعكس توتر الكلمات ويُعزّز من حدّتها التصادمية، من إنتاج بوسكي وأبو غلتش. مزج التراك بين السرد الشخصي وشحنة عاطفية داكنة، ويطرح تساؤلات وجودية مثل: "لا يعود الإنسان كما كان بعد ما راح، ليه؟".
ضبور - أمينة
عاد ضبور في تعاون جديد مع الناظر بتراك "أمينة"، الذي حمل كلمات جريئة وصريحة تنقل مشاعر الغضب والتحدي في ظل الظروف الاجتماعية المعقدة. مع بداية الأغنية، تأتي البارات المليئة بالتوتر والصراع الداخلي، حيث يعبر عن حالة من الرفض والتشكيك، وتظهر كلمات مثل "٢٥ وبتنتهي قصتي" و"نحبها هي وكرهتكو كلكو". أما الإيقاع الذي أنتجه الناظر، فقد حمل صوت السنث المعتاد في الخلفية، لكنه ابتعد قليلًا عن إيقاع الدريل ليقترب أكثر من النمط التجريبي.
يوما - قسمًا
قدمت فرقة يوما التونسية أغنيتها الجديدة "قسمًا"، والتي عكست تحولًا في أسلوبها الموسيقي، حيث ابتعدت عن الأسلوب الأكوستيك الذي اشتهرت به، واعتمدت على دمج إيقاع الدرامز والجيتار. حملت الكلمات مشاعر من الغضب والتحدي، وجسدت صراعًا داخليًا واضحًا بصوت المغنيين صابرين ورامي. وتعتبر يوما واحد من أبرز فرق الإندي في المشهد التونسي، وهي بصدد التحضير لألبوم جديد من المتوقع صدورها قريبًا.
علي نجم - حي الولف
أعاد الفنان العراقي علي نجم، بالتعاون مع الأيقونة أديبة، إحياء أغنية "حي الولف" من التراث العراقي، في نسخة جديدة تمزج بين الطابع الكلاسيكي والروح العصرية. قدّم الثنائي أداءً متناغمًا يفيض بالشجن، حيث التقت خامة صوت أديبة الدافئة مع إحساس نجم العاطفي، ليصنعا حالة غنائية مؤثرة. تولّى أورالس الإنتاج الموسيقي، ونجح في إضفاء لمسة حديثة على التوزيع دون أن يمس بجوهر الأغنية وكلماتها المليئة بالحنين.
ناصر - ليه
طرح ناصر تراكه الجديد "ليه"، الذي يمكن اعتباره من الأعمال الرومانسية المنضوية تحت موجة النيو بوب المصرية الآخذة في التبلور مؤخرًا. اعتمد التراك على إيقاعات شرقية مدعّمة بتأثيرات إلكترونية، أبرزها استخدام الكيبورد الشاعري الذي منح الأغنية طابعًا حالمًا. وقدم ناصر أداءً غنيًا بالتوليفات الصوتية، انسجمت مع الكلمات الرومنسية التي عبّرت عن تساؤلات وجدانية ولحظات من الحنين والعتب العاطفي.