يشهد سين الهيب هوب المصري فترة غنية بالتراكات النارية، مع ألبومات وأغانٍ تغذي المنافسة. فمن ألبوم مروان بابلو "إنحراف" المليء بالدسات، إلى تراك زياد ظاظا الأخير "إيه القرف دا"، تتوالى إصدارات الدس بقوة. وفي خضم هذا الزخم، اشتعلت السوشيال ميديا بخلاف علني بين ويجز ومروان موسى، ما زال حتى الآن محصورًا بحساباتهم الرسمية.
الخلاف بينهما لم يولد بين ليلة وضحاها. جذوره تمتد عبر سنوات من التوافق أحيانًا، والتضارب الشديد أحيانًا أخرى. منافسة تتغذى على اختلاف الشخصيات، وتظهر كلما سنحت الفرصة.
البداية هذه المرة كانت بتغريدة من ويجز يتهم فيها مروان موسى بشراء مشاهدات لتراكه الأخير "بص أكبير"، تلاها رد ساخر من موسى بصورة رجل يرتدي ملابس تحاكي إطلالات ويجز في حفلاته، مع تعليق: "الفنان الحكيم بنفسه"، في إشارة إلى لقب "وجوزة الحكيم" المرتبط بويجز.
واصل مروان رده عبر ستوري على إنستجرام، حملت مزيجًا من العتب والانتقاد، سائلًا ويجز عن السبب الذي يدفعه لمهاجمته كلما أطلق عملًا جديدًا. وأكد في ختام حديثه أنه لا يمانع الدخول في سجال مع ويجز، لكنه دعاه إلى إبقاء الخلافات بعيدًا عن أعين الجمهور: "أنا وإنت عارفين... ليه الجمهور يعرف؟" حتى تبقى "مستورة"، وهو ما لم يحدث قط في عالم الراب!
في المقابل، نشر ويجز "ستوري" عبر إنستجرام، ظهر فيه وهو يلوح بموزة أمام الكاميرا مع مقطع من أغنيته "الوعد".
وسرعان ما تحولت الموزة إلى مادة للتهكم، بعدما نشر مروان تعليقًا ساخرًا عنها، في واحدة من أكثر اللحظات غرابة في هذا النزاع المتصاعد.
ويجز اعتبر هذه السخرية حركة "قديمة"، وأعاد التذكير بأن موسى كان لطالما ردد اسمه سابقًا ومع ذلك لم يرد، مضيفًا بنبرة ساخرة: "بما إني دلوقتي بعملكم إنعاش يا ميتين، فميم من ميم مش هتفرق".
ولم يتنكر مروان لما قاله ويجز، بل أكد أنه ذكره فعلًا مرتين في تراكاته: الأولى حين تساءل عن سبب ابتعاده عن الراب، والثانية حين قال: "لو فتح بقه هفلّقه، وأنا لسة عند كلمتي".
سلسلة المناوشات هذه ليست جديدة، فخلفها يكمن تاريخ طويل من البارات والمواقف المبطنة بدأ عام 2021، حين وجّه مروان موسى سهام النقد لويجز في أكثر من تراك، من "منحوس" إلى "مش أوكيه" و"دبدوب حساس".
حينها رد ويجز بطريقته أيضًا، ساخرًا من أداء مروان في كليب "تيسلا" ومستخدمًا رمز M مقلوبًا كناية ساخرة لشعار مطاعم ماكدونالدز.
أما جمهور الهيب هوب، الذي تابع هذه المناوشات منذ أن بدأت بحماس خالص، بدأ يتساءل إن كانت ستنتهي قبل أن يشتعل الخلاف أكثر؟ أم أن هذه الجولة ستنتهي كما انتهت مثيلاتها، بتحويلها إلى تراكات ديس متبادلة؟
في زمن أصبح فيه البيف مادة دعائية بحد ذاتها، يصعب الجزم. لكن ما يبدو واضحًا أن بين مروان وويجز ما هو أعمق من مجرد مناكفات لحظية. إنها عداوة لها جذور، ربما تمتد إلى أسئلة أكبر حول الهيمنة والهوية الفنية داخل مشهد الهيب هوب المصري.