"حشومة وعيب وعار إذا ما قدرناش نوريو الجمال ديال الثقافة ديالنا" تشرح منال بنشليخة في مقابلتها الحصرية مع بيلبورد عربية عن الدافع خلف سعيها المتواصل لإدخال عناصر من ثقافة بلادها في موسيقاها وفي فيديو كليبات إصداراتها. كانت مسيرة منال قد انطلقت قبل حوالي تسع سنوات، ولعبت موسيقاها منذ ذلك الحين على أكثر من حبل مستلهمةً من طيف متنوع من الجنرات يتدرج من البوب إلى تأثيرات الهيب هوب. شكَّل ألبوم 360 قد نقطة تحوّل مهمة في مسيرة منال المهنية، إذ أبدت فيه اهتمامًا وعناية خاصة بإدخال عناصر الثقافة المغربية فيه، سواء على صعيد العيّنات الموسيقية المأخوذة من الموسيقى الشعبية، أو على صعيد الأزياء والألوان التي شكلت عنصرًا مهمًا في هويتها البصرية. استمرت هذه التأثيرات بأخذ مكانها في مسيرة منال الحافلة بالإصدارات المنفردة والتعاونات البارزة مع المشهدين المحلي والعربي.
ناقشت منال هذا الجانب من شخصيتها الفنية مطوّلًا، مؤكدةً أن على جميع الفنانين تسليط الضوء على حضارة بلادهم وثقافتها "أعتقد أن هذه العقلية هي العقلية التي يجب ان تكون لدينا نحن العرب وأهل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأمازيغ… يجب أن نتواصل مع ثقافتنا". عبَّرت عن اهتمامها بنقل صورة واضحة عن الحضارة المغربية والاستلهام من أصالتها وتقاليدها المميزة والغنيّة، مشيرةً إلى حرصها على ربط فنها وموسيقاها بجذور هذه الثقافة: "في الماضي كان الغربيون مصدرًا كبيرًا لإلهامنا. لكن الآن، يجب أن تكون جذورنا هي مصدر إلهامنا، وأصالتنا وتقاليدنا وثقافتنا."
رفعت منال صوتها عاليًا للحديث عن قضايا نسوية، إن كان في كلمات أغانيها أو المشاهد التمثيلية التي قدمتها في إصدارات مثل تاج، وحكت فيها عن الصعوبات التي تواجه النساء في مجال صناعة الموسيقى. أشارت في المقابلة عن رمزية شخصية المرأة القوية المستمدة من شخصية والدتها، التي منحتها قوة على المثابرة والنجاح بعد وفاة والدها وهي مازالت في السابعة عشر من عمرها: "الأم ديالي أم ربتني بشخصية قوية وعندها شخصية قوية… الأم ديالي ربتنا وكبّرتنا وقرّتنا" شارحةً أنَّ هذا النموذج عن المرأة جعلها تشعر أن القوة والاستقلالية هي خيارها الوحيد في الحياة. كما أضافت أن زوجها هو الداعم الأكبر لها ومصدر ثقة، وأكدت أن الفنان بحاجة لأن يكون محاطًا بالدعم من مقربيه.
تعتبر منال من أولى الفنانات في المنطقة التي وقعت مع شركة سوني، وقد انعكست هذه الشراكة على جودة إنتاجاتها العالية. صرحت منال أن هذا العقد قدم لها الدعم الكافي للتعامل مع محترفين في مجال صناعة الموسيقى على مختلف الأصعدة: "عند التعاقد مع شركة تسجيلات كبرى يزداد اهتمام الناس بالفنان ويدركون انها ليست مزحة". وقد ساهمت هذه الشراكة بتأمين تعاونات مهمة، مثل تعاملها مع المخرج فريد المالكي في ماخلاو ما قالو والمزيد من الإصدارات، ما ساعدها على رسم هويّة بصرية متقنة.
عرفت مسيرة منال عددًا كبيرًا من التعاونات التي عرفتها على مستمعين جدد من مشاهد مختلفة، وقد حققت هذا النجاح في وراي مع عصام نجار. أما عن تفاصيل إنتاج هذا العمل، أشارت إلى إنها أحبت إصدارات عصام التي نالت شهرة في المغرب، وانتظرت حصول هذا التعاون، كما عبرت عن سعادتها بتصوير مشاهد الكليب التي التقطت روح مدينة كازابلانكا المعمارية.
أما مع الوصول إلى العام 2023 فبدأت منال بإصدار أغاني ألبومها الأخير قلب عربي مجروح. افتتحت الالبوم بمقدمة قصيرة حملت اسم الألبوم وحدَّدت مساره البصري وبداية الحكاية التي يحملها. أصدرت فيما يلي ذلك الفصل الأول متمثلةً بتراك موراك الذي كشفَ عن أداء صوتي جديد وتطور كبير في أسلوبها الغنائي. أما الفصل الثاني من الألبوم فكان أغنية بابا بالتعاون مع غالي، وقد تمَّ تصويره وتسجيله في مدينتها مراكش: "كنت اتحدث عن والدي وكان يتحدث عن والدته لذا فإنها أغنية عاطفية جدًا" وأكَّدت منال أنا هذا التعاون هو أقرب إصدار من الألبوم إلى قلبها بحسب تعبيرها.
اقرأوا المزيد من المقالات المتنوعة عن إصدارات منال على موقع بيلبورد عربية هنا وهنا.