أغنية الأماكن ليست قصة للعاشقين كما يظن كثيرون، بل كانت فرصة لمحمد عبده للعودة إلى الغناء بعد انقطاع، وكانت دواءً لقلبه أخرجه من حالة حداد كادت تنهي مسيرة فنان العرب.
كان عبد الله الابن الأكبر للفنان الكبير محمد عبده وفرحته الأولى في الحياة. توفي عبدلله بشكل مفاجىء في حادث سير، فدخل فنان العرب في حالة أسى شديدة، والأصعب أن حالة الحزن هذه جاءت بعد سنوات اعتزال عبده التي امتدت من عام 1989 حتى 1997 والتي كان سببها الرئيس وفاة والدته.
كادت الضربة الثانية تودي بمسيرة فنان العرب، لكن كلمات أغنية "الأماكن" لمست وجدانه ومنحته الحافز للخروج من حداده واستئناف نشاطه الفني. فصول حكاية هذه الأغنية لا تقتصر على محمد عبده وقصته الشخصية معها بل تتشابك مع ملحنها وكاتبها ومع الفنانة نوال الكويتية. فبحسب ملحن الأغنية ناصر الصالح، حصلت نوال على كلمات قصيدة الأماكن للشاعر منصور الشادي وأعطتها للصالح ليلحنها، لكن الأخير وبعد أن أنهى المقطع الأول وبدأ بتلحين الثاني، شعر أن اللحن يناسب صوت محمد عبده أكثر، فطلب من الشاعر أن تتنازل عنها نوال لصالح فنان العرب وهذا ما كان.
أدّى محمد عبده أغنية "الأماكن" للمرة الأولى في مهرجان جدة عام ،2005 ثم طرحها بعد ذلك في ألبوم يحمل اسمها.
بعد ذلك بسنوات يقول محمد عبده إنه وبينما كان مسافرًا على متن الطائرة، وإذ برجل يبدو عليه التزمت الديني يعترضه.
اعتقد عبده أنه جاء لينصحه بالتوقف عن الغناء، لكنه جاءه في الواقع ليشكره بامتنان شديد، وأخبره أن والدته فقدت زوجها وابنها الثاني فدخلت في حالة نفسية مستعصية حتى أصابها الشلل، وفي أحد الأيام سمعت أغنية "الأماكن" فدخلت في نوبة من البكاء للمرة الأولى منذ مدة طويلة. نصح الأطباء بعدها بإسماعها الأغنية بشكل مستمر، لتتمكن من البكاء وتخرج من صدمتها.
اليوم، ورغم مرور 15 عاما على أدائها، لا تزال هذه الأغنية المفضلة لدى جزء كبير من جمهور فنان العرب.
ظهر النص الأصلي للمرة الأولى عبر الشرق بودكاست.