خلال مسيرة ممتدة عبر 24 عامًا، نجح تامر حسني في إعادة تقديم نفسه للجمهور في تجارب غنائية متنوعة. نستكشف هنا سويًا مختارات نحبها رسمت ملامح بدايات النجم المصري تامر حسني.
ولَّا إيه
ضم ألبوم فري ميكس الصادر عام 2000 ديو ليه يا دنيا الأيقوني لمنير وخالد عجاج، وأغاني لطلعت زين، وبهاء سلطان وغيرهم. جاءت أغنية ولَّا إيه، للوجه الجديد آنذاك، تامر حسني، من كلمات حسين عطية، وألحان محمد رحيم. تركت الأغنية انطباعًا خاطفًا عند البعض بأنها عمل جديد لمصطفى قمر، ولعدم وجود إنترنت في تلك الفترة، استمر هذا الجدال لمدة، ففي الأغنية ما يشبه اللحن القمري الاحتفالي والحيوية التي لطالما اتسم بها. ربما كان استغلال هذا الجدل مقصودًا لغرض تسويقي، ولكن المؤكد أن هذا التشابه أفاد تامر في بداياته ولم يضرّه.
حب
دائمًا ما يرتبط ألبوم حب بأغنية قرّب حبيبي والوجه المرح الذي قدمته لتامر، لكن لا نقطة قوة الألبوم الحقيقية كانت الأغنية التي حملت اسمه. كتب أغنية حب نصر محروس ولحَّنها وليد سعد بلمسة شاعرية حالمة. أما تامر فصاغها بأداء بالغ الرقة ربما لم يتكرر مرة أخرى طوال مسيرته فيما يغني "بكرة، مش عايز بكرة إلا وأنا ويَّاك". حمل الألبوم بداية أوضح لثنائي شخصية تامر الفنية، المتمثلة في المُحب الرومانسي في أغنيات مثل لما بتكون بعيد، حبيبي وإنت بعيد، بتقولي أوصفهالك، ولسه بحبك، في مقابل المُحب الجريء المتمرد، في أغنيات مثل إنتِ نسيتِ نفسك، وحرقة دم.
عيونه دار
قدّم فيلم حالة حب تامر حسني للشاشة الكبرى لأول مرة، حيث غنى ولحَّن من خلاله أغنيتي الحياة وعيونه دار. منذ بدايته برزت قدرة تامر على تطويع جماليات صوته المميز وعُربه بشكلٍ بارع، إذ يستعرض تامر وهو يغني: "لو يوم يغيب / يلقى حبيب / يحلم معاه ويحس بيه / هافضل أنا / باحلم هنا، يجمعنا يوم وأحضن عينيك". استطاعت عيونه دار ببساطة عاطفتها ورومنسيتها أن توصل تامر لشريحة واسعة من الجمهور الأصغر سنًا على وجه الخصوص.
بعيش
ظل ألبوم عينيا بتحبك شاهدًا على ذروة جماهيرية تامر بأغنياته اطلع من دول، وريَّح بالك، والوحيدة، وكل مرة، وغيرها. ورغم تنوع التوزيعات التي أصدرها تامر لأغنية بعيش، بدءًا من نسخة الألبوم، ثم النسخة الآكوستك المنفردة التتي صوَّرها لإعلان عودته فور انتهاء أزمة سجنه عام 2006، ثم توزيعات حفلات مارينا 2009 و2011 و2016، إلا أن نسخة ألبوم عينيا بتحبك من توزيع أحمد عادل تبقى الأقوى والأقرب للقلب.
حاسس بخوف
لم يسبق لتامر تقديم هذا الشكل من أغاني الفراق، وهو ما يجعل هذه الأغنية من ألبوم يا بنت الإيه، أغنية نادرة على مر مسيرته. يشعر المحبوب بتغيُّر حاصل، لكنه لا يهجر بل يقف ليشاهد الحب يتداعى. بما يتناسب مع هذا السرد، يتنقل تامر بين المساحات الصوتية ليعكس الحسرة والخيبة "أيام سنين وأنا عشت سايب روحي عندك" حتى يطلق العنان لحزنه وصحوة صوته في النهاية: "وباشوف كلام في عينيك مالوش غير معنى واحد / إن النهاية لكل حاجة بينا جاية".
قرّب كمان
صدرت أغنية قرب كمان، من كلمات عبير الرزاز وألحان علي شعبان، ضمن ألبوم حمل نفس الاسم عام 2008، ليكون آخر ألبومات تامر مع نصر محروس قبل الانتقال لمزيكا. حينها كان تامر قد أتم تسعة أعوام في الساحة الفنية، نجح خلالها بتثبيت مكانته كمغنٍ وملحن وممثل في ذات الوقت.
لأول مرة
في مشهد غنائي من فيلمه نور عيني، يضبط تامر طربوشه على رأسه في افتعال للجدية، بينما يرسم الناس من حوله سكيتش لقعدة سلطنة، قبل أن يقلب عوده ويبدأ بالغناء "آه هو ده اللي هيصوننا يا قلبي". في أسلوب تلحين مختلف تمامًا عما اعتدناه من تامر وكريم محسن، تبدأ الأغنية بجملة طربية ناعمة ثم تنتقل لمقسوم مبهج يخرج من خلاله تامر ليغني كلمات شيماء الشربيني العذبة "هو اللي يبقى ف إيده ملاك / هيبص برضه لبني آدمين؟" قبل أن يعود مجددًا للسلطنة "حبك على عيننا وعلى راسنا يا سيدنا / وكل الناس في كفّة وإنت وحدك حبيبنا"، بأداء طربي لافت خفيف الظل.
