بعد أسابيع على إطلاق أغنياته اختياراتي ورايق أوي والفلوس، عاد أحمد سعد بسرعة من خلال تعاونٍ أول مع النجمة روبي، ضمن دويو صيفي راقص بعنوان يا ليالي، من إنتاج شركة مزيكا، وكأنه تعوّد على غزارة الإنتاج هذه. حصد الديو شعبية كبيرة ومستمرة في الأشهر التي تلت صدوره ليحجز لنفسه مكانة متقدّمة على قائمة بيلبورد عربية هوت 100.
تأتي يا ليالي من كلمات فلبينو وألحان أحمد طارق يحيى، الثنائي الذي تعاون من ذي قبل مع محمود العسيلي في أموت أنا، وأيضًا مع رضا البحراوي في لفينا الدنيا، في وقت يشترك في التوزيع أحمد طارق يحيى مع المنتج إسماعيل نصرت، بعد تعاونهما الأخير مع أحمد سعد في أغنية فوق واتعلم. الجدير بالذكر أن إسماعيل نصرت كان قد تألّق مؤخرًا من خلال إنتاجه أغلب أغاني الإعلانات في رمضان 2023، وإنتاجاته الأخيرة في مشهد الراب مع زياد ظاظا وزاندر جوست وأبيوسف.
يضع لحن يا ليالي أحمد سعد في موضعه الأدائي المحبب، من جملة لحنية طربية تبدأ بها الأغنية، إلى مطلع خاطف يتيح مساحةً لسعد كي يغني بأداءٍ متقطع لعوب لا يخلو من التعريب، قبل أن ينطلق بكامل حلاه الغنائي على المقسوم في السينيو "يا ليالي اعذري استعجالي/ دا الغالي، ع القمر ونادالي". يميل توزيع الأغنية نحو إحراز زخمٍ إيقاعي مع لازمات بسيطة من الأكورديون وجوابات الناي في المطلع، مما يحوِّل صوت أحمد سعد نفسه إلى عنصر آلاتي ينساب بطربية ممتعة فوق المقسوم.
من ناحية أخرى، يعامل اللحن روبي بشكلٍ مختلف عما اعتدناه في أغنياتها الأخيرة، مثل استنى وعسل يا ناس، فيضعها في مساحة آمنة على طبقة منخفضة بعض الشيء ليصنع من أدائها الهادئ تباينًا مميزًا في قرارها مع جواب أحمد سعد المنطلق بأريحية من طبقته المرتفعة طوال الأغنية.
كتب فلبينو كلمات خاطفة ومرحة، تحمل قدرًا من الدلال الحواري الذي يتجلى بسهولة في أداء سعد وروبي، بما يتناسب مع ألوانهما الغنائية التي أحبها الجمهور خلال الأعوام الماضية. هنالك وقع ساحر لسماع أحمد سعد يتغنى باستسلامه للهوى بعبارات مثل: "يا حبيبي، خلصت معاك ألاعيبي/ إنت جميل وأنا عيبي، بضعف قصاد الجمال".
يستغل الفيديو كليب النابض بالألوان والحركة، الذي أخرجه أحمد عبد الواحد المساحة الراقصة التي ظهر فيها أحمد سعد مؤخرًا في أغنيات مثل رايق أوي ووسع وسع، ولطالما اعتدنا عليها مع روبي التي لم تتخلَّ أبدًا عن هويتها الاستعراضية في أيٍّ من محطات مسيرتها الفنية، بدءًا من ليه بيداري كده، مرورًا بمشيت ورا إحساسي، ووصولًا إلى استنى.
