برزت جوانا ملاح كأحد أبرز الأصوات النسائية في تسعينيات القرن الماضي، وقد أسهمت بوضوح في تشكيل ملامح مشهد البوب بالمنطقة. انطلقت بقوة بعد مشاركتها في برنامج استوديو الفن وحصدها للميدالية الذهبية عن فئة الأغنية الفلكلورية. تميّزت جوانا بمزيج فريد حيث دمجت الفلكلور اللبناني مع لمسات البوب حديثة، كما قدمت أغاني باللهجة مصرية، حيث ساعدتها قدرات صوتها الجذابة والحلوة.
وبعد الحديث عن عودتها بعمل جديد في الفترة الأخيرة، نعود إلى نهاية التسعينيات وبداية الألفية لنرصد أهم محطاتها في المشهد.
عصفورك
خرجت أغنية "عصفورك" ضمن ألبوم "أصعب قرار" سنة 1996، وهو ثاني البومات جوانا ملّاح الذي عادت فيه إلى اللهجة اللبنانية وتأثيراتها الخاصة. كتب ميشال جحا أبيات عن الغياب والهروب في إطار الحب، أما ألحان ميشال جحا فاعتمدت على جمل لحنية رومانسية بصوت البيانو من توزيع جورج مرعب. هذا ويعتبر الكليب من إخراج أكرم قاووق من الفيديوهات الأيقونية لعام 1997 في مشهد البوب اللبناني، حيث اعتمد على تقنية الفلاش باك بين الماضي والحاضر.
شيناناي
سنة 1997، انتشر كليب أغنية "شيناناي" من إخراج ميرنا خيّاط على الشاشات المحلية في لبنان، وعلى قنوات روتانا التي أنتجت ألبوم جوانا الثالث الذي حمل اسم الأغنية. حمل الكليب تأثيرات جرافيكس خاطفة. اجتمع الثنائي مروان خوري في كتابة الكلمات بينما لحّنها مع طوني أبو جودة، وقد ساهم بودي نعوم في توزيع الأغنية ما أعطاها نفحة تجديدية.
عليك عيني
مع بداية الألفية بدت خيارات جوانا أكثر انفتاحًا على الإيقاعات السريعة، متمسكة بقدرات صوتها الجذابة والخفيفة على الأذن ما تناسب مع الإيقاع. عادت في "عليك عيني" إلى اللهجة المصري من كلمات أحمد شتا، وألحان حسين محمود الذي لحن أغلب أغاني هذا الألبوم. استمرّ تعاونها مع ميرنا خياط، في كليب حمل مؤثرات بداية الألفية من رقص وأزياء وحركات الكاميرا السريعة.
هتفضل في قلبي
اختفت جوانا عن الساحة الفنيّة لسنوات، وعادت في 2006 مع ألبوم "هتفضل في قلبي" من إنتاج شركة ميلودي، والذي حمل تعاونات مع عدد من الشعراء البارزين مثل أمير طعيمة والملحنين مثل رياض الهمشري. كما تعاونت للمرّة الأولى مع جاد شويري الذي كان في هذه الفترة نجم مخرجين الفيديو كليبات، وأعطاها كليب بمشاهد رومانسية مليئة بالطاقة والحب.
قربني ليك
استمرّ تعاملها مع أمير طعيمة ورياض الهمشري في أغنيتها المنفردة "قربني ليك" سنة 2008. كشفت الأغنية عن دفء صوت جوانا وتطور ملامحه ونضجه مع السنوات. وعلى الرغم أن مسيرتها قد دخلت في مرحلة الغيابات والعودة المتكررة، إلا أن اسمها بقي محافظًا على مكانته في مشهدي البوب المصري واللبناني. قدمت كليب هادئ بسيط للأغنية من إخراج كارولين لبكي، حيث ظهرت على مسرح محاطة بفرقة موسيقية لتقدم الأغنية.